غزة ( ١٧٣ ) :

الموت غرقا :

سبعة مواطنين قضوا في غزة غرقا وهم يحاولون الحصول على الطعام الذي أنزل إليهم من سماء أمريكا . ما السؤال الذي كان غسان كنفاني سيثيره لو كان حيا يرزق ؟
حوصر أهل غزة سبعة عشر عاما ثم دقوا الجدار وهدموه و … .
في لقاء أجرته مذيعة أجنبية باللغة الإنجليزية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي سألته السؤال الآتي :
لماذا لا ترسلون المزيد من شاحنات المساعدات لأهل شمال قطاع غزة ؟
أجابها السيد :
ليست المشكلة في إرسال المزيد من شاحنات المساعدات . المشكلة أننا كلما أرسلنا المساعدات سيطرت عليها خماس؟
ولكنكم تقولون إنكم قضيتم على خماس هناك !
أمس أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن عدد الجرحى بلغ في ال ٤٨ ساعة الماضية ٣١ جنديا .
وأول أمس أصغيت إلى مراسلي الفضائيات يتحدثون عن اشتداد المعارك في الأيام القليلة الماضية وعودتها قوية كما كانت في بداية الحرب .
في الأردن وفي مصر مظاهرات ومبايعات لحركة خماس وقائديها يحيى السسنوار ومحمد ضيييف ، وفي الجنوب اللبناني غارات إسرائيلية على مراكز الإغاثة و … والقطارات الكهربائية التي كتب عنها ( ثيودور هرتسل ) في روايته ” أرض قديمة جديدة ” في العام ١٩٠٢ وبشر بأنها ستصل إلى بيروت وغيرها ليست خرافة ” إذا أردتم فإنها ليست خرافة ” كتب على صفحة الغلاف إلى جانب العنوان الرئيس ، وفي دعاية ” أبو يائير ” لانتخابات البرلمان الإسرائيلي ( الكنيست ) خاطب المواطنين العرب في المناطق المحتلة في العام ١٩٤٨ ، بأنه إذا انتخب فسيحقق لهم أمرين اثنين ؛ الأول هو خط طيران مباشر من تل أبيب إلى مكة ، ليؤدوا فريضة الحج ومناسك العمرة ، والثاني القضاء على الجريمة في المحتمع العربي في إسرائيل ( ؟ ) .
أفسد السسنوار وأبو خالد ضيف الوعد الأول ، ونجح أبو يائير في تحقيق الوعد الثاني ، فهناك الآن مهام للجيش الإسرائيلي وجهازي الشاباك والموساد أهم بكثير من تشجيع الجريمة بين العرب . منذ بداية الحرب لم نعد نسمع عن جرائم قتل في المجتمع الفلسطيني ، ما يثير أسئلة كثيرة عمن يقف وراءها . ” إيد في الخفاء ” .
هل أكرر قول المتنبي :
” ولو أن الحياة تبقى لحي
لعددنا أضلنا الشجعانا “
أم أكرر قول الشاعر :
” ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها “
وبحر غزة جزء من أرضها ، و :
” من كانت منيته ببحر فليس يموت في بحر سواه “
وفي سنوات الحصار مات غزيون كثر على شواطيء الجزائر واليونان وتركيا وإيطاليا و … و … :
لماذا لم تدقوا جدران المياه؟
أم إنكم لم تثقوا بها ؟
صابر حسين علي

أ. د. عادل الاسطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *