عندما تضيق الحيلة بنا، وتنعدم سبل العدالة على كوكب الأرض، وتسود فظاعة القوة والطغيان، وتنتصر شريعة الغاب على الحق، فيعم الدمار وجرائم القتل والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وتنتشر الحروب والعدوان جهارا نهارا على مرأى ومسمع العالم بأسره.
تطل فلسفة اللامعقول معلنة، أن ما يجري من أحداث جسام على كوكبنا الأرضي، يقدم الدليل القاطع والحجة الدامغة، على عجز إرادة الخير عن مواجهة قوة الشر القابعة في النفس البشرية، بل إن تعاظم قوى الشر العالمية آخذ في التوسع والانتشار، وأن إرادة الخير والحق والجمال والسلام تقف عاجزة عن هزيمة إرادة الشر العالمية المتحكمة في النظام السياسي الدولي حتى يومنا هذا، ولعل ما تشهده غزة من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والحرق والتدمير الصهيونية بحق الأطفال والنساء والمدنيين من كافة الفئات العمرية من أهالي قطاع غزة، بدعم ومشاركة قوى دولية تتربع على عرشها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وعدد من حكومات الدول النافذة في العالم، فضلا عن عجز الهيئات والمنظمات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، ومحكمة العدل الدولية، عن وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي الجارية في عموم غزة، التي ذهب ضحيتها عشرات الألوف من أهالي القطاع، والضفة الغربية، ولا تزال تتواصل على نحو أكثر همجية ووحشية وبشاعة، يؤكد سيطرة اللامعقولية، على السلوك العدواني لحثالة من البشر والدول والكيانات المحتلة الباغية في العالم.
إن عالما يخضع للامعقولية وفوضى القوة والطغيان، مهدد بالتلاشي والانقراض والزوال لا محالة.
د. سامي الشيخ محمد