نابلس تختصر الاحتفالات على الشعائر بسبب العدوان على غزة وشمال الضفة
نابلس / عصري فياض :”دمشق الصغرى” او ” عش العلماء ” كما يحلو للبعض ان يطلق هذه الاسماء على مدينة نابلس الفلسطينية التي كانت وما زالت ايقونة فعل إحياء المولد النبوي الشريف في فلسطين منذ اكثر من الف عام،وتعتبر العاصمة الفلسطينية لهذه المناسبة والمدينة الوحيدة في فلسطين التي حظيت بشرف الاحتفاظ “بالشعرات النبوية الثلاث” في مسجدها الحنبلي،ولهذا الحدث قصته التي لا ينتهي ذكرها وتردادها وإحتفلاتها على مر الازمان والسنين .
حب آل البيت
يقول الاستاذ سعد بشير شرف عضو المجلس الصوفي الاعلى في فلسطين والمحاضر في كلية الدعوة الاسلامية والخطيب والإمام المتطوع ان حب آل البيت والتصوف موجود ومتجذر في نابلس منذ مئات السنين،وأن هذا الحب وهذا العشق لال محمد بقي حيا وحاضرا رغم مرور سنوات عجاف من تسلط الوهابية المدعوم بـ”البترودولار” والذي شوه كثيرا من حقائق الدين،ويضيف سعد أن هذا الحب تظهره نابلس بالفرح والسرور في ذكرى مقدمه الشريف غير آبهة بالفتاوى العجاف العرجاء،فعموم أهل المدينة وباقي محافظات الوطن الفلسطيني يخرجون للأسواق للمشاركة وحضور الاحتفالات محافظين على هذا الارث العظيم،ويتابع الاستاذ شرف قائلا نابلس مدينة الزوايا،ففيها زاوية الخضر والشيخ مسلم والجنيدي والشيخ نظمي ومقامات الصالحين شاهدة على الحضور الصوفي الطويل في هذه المدينة الغراء العريقة،وقد مرّ على تاريخ نابلس عالمان جليلان كبيران،وهما الشيخ محمد رفعت تفاحة وهو نقيب اشراف ال البيت،والشيخ محمد منيب هاشم مفتي الديار العثمانية كافة في عصره،وقد قدمت الدولة العثمانية لنابلس ثلاث شعرات مباركات من شعر النبي الاعظم صل الله عليه واله وسلم،وهي موجودة في خزنة في المسجد الجنبلي في المدينة يتم اخراجهن” أي الشعيرات” للعامة بمناسبتين،الاولى في السابع والعشرين من رمضان،والثانية وفي يوم المولد النبويّ الشريف.
التضامن مع اهلنا في غزة والشمال
يتابع الاستاذ شرف القول ان هذا العام ونظرا للظروف القاسية والصعبة على أهلنا في قطاع غزة الحبيب وشمال الضفة تم اختصار الاحتفالات على المدائح والذكر والقيام بالمسيرة التقليدية بهذه المناسبة،والغاء مظاهر الزينة وتوزيع الحلوى والذي كان عل نطاق واسع كل عام،واختتم الاستاذ شرف بتوجه رسالة للامة الاسلامية بهذه المناسبة قائلا: رسالتي من الامة الاسلامية للشعب الفلسطيني من ساندنا فقد فاز،ومن خذلنا فقد خسر،من ناصرنا فقد ناصر نفسه،والرسول الكريم اخبرنا بالحديث الصحيح قائلا في شعب فلسطين ” لا يضرهم من خالفهم” لاننا في ارض الصبر والصمود والرباط.ومعلوم ان عاصمة سيدنا الامام المهدي ستكون في فلسطين،لما لأهل فلسطين من ميزايا لأنهم خلاصة وزبدة الامة الاسلامية .
فصل من تاريخ نابلس
اما الباحث التاريخي جهاد تكروري فقد قال : الاحتفالات في نابلس بدأت في العام 1914 عندما قرر السلطان محمد رشاد الخامس توزيع مقتنيات الرسول الاعظم صل الله عليه واله وسلم التي كانت بالدولة العثمانية،ونظرا لأهمية مدينة نابلس وعلمائها وتكريما للشيخ منيب هاشم الذي كان مفتي الدولة العثمانية،قرر ان يهدي هذه المدينة وعلمائها ومفتي السلطنة العثمانية الذي كان من نابلس قرر اهداء هذه الشعرات المباركة لمدينة نابلس،كما كان في البرلمان العثماني النائب حيدر بيك طوقان مثلا عن المدينة فأرسل وراءه وأعطاه الثلاث شعرات، وقد جاء حيدر بيك طوقان بالقطار،ولما وصل نابلس خرجت المدينة والجوار عن بكرة ابيهم لاستقبال الشعرات المباركات الثلاث،طبعا كانت امانه ثقيلة،فقرر طوقان تسليمها لنقيب اشراف نابلس وهو السيد الشيخ محمد رفعت تفاحة،وقال له هذه الامانة لا اقدر على حملها احملها انت،وسلمها الاخير بدوره لمفتي المدينة رشاد البيطار الذي قرر ان يضعهن في خزنة في المسجد الحنبلي،وتابع التكروي قائلا: تنظيم هذه الاحتفالات كان وما زال شعبيا عفويا وليس من قبل أي جهة رسمية.
عائلات تنتسب للشجرة النبوية
السيد زهدي اسكندر احد اعلام مدينة نابلس يقول: هناك عائلات نابلسية تنتسب ايضا للرسول وعشقهم للرسول وال بيته متجذر مثل ال جعفر وال هاشم وتتباهي هذه العائلات بحبها ونسبها لمحمد وال محمد لذلك اسم الحسن والحسين منتشر واسم فاطمة عليها السلام منتشر ايضا
وشجرة العائلة في العائلات النابلسية موجودة في كل بيت تقريبا وخاصة التي تنتسب لأهل بيت محمد وهذا يفتخر به نسبا وتاريخا. وأضاف مدينة نابلس اسمها عش العلماء و وعائلات نابلس تتباهي لمن عنده علماء اكثر والإمام الصادق وأعلام ال البيت يتردد في الاحتفال في كل الاحتفالات والمناسبات السعيدة،البعض حاول انتزاع هذه الظاهر خاصة الجهات السلفية لكنها فشلت.ومن العائلات كريمة النسب للنبي محمد عائلة تفاحة وبيت شرف وبيت الشربيني وبيت الحنبلي وعائلة الصمادي والدجني.
الكاتب والباحث عصري فياض