قصة قصيرة جدا في بنيتها وأسلوبها وخاتمتها و تكثيفها ورمزيتها وغرائبيتها….
ست جمل تآلفت رغم التنافر، تشابكت ، تصاخبت، تصاحبت، ترابطت لتصنع واقعا سرديا ينتقد واقعا معاشا يزدحم باللامنطق واللاإنساني و اللاعقلاني .
المنطق يرفض، لكن الشيطان يقرر أن تكون تلك هي القصة وتلك هي الحقيقة، إنها المخططات السرية و المخابرات التجسسية كشفها بل فضحها القلم الراقي ألقى بها في قمامة التاريخ لتنال مرتبة أولى في الرمزية والتكثيف.
أحاول، خلت، سمعت، انفلتت… أفعال قليلة لخصت ما تحاول كل وسائل الإعلام قوله في اللقاءات والمجلات والصفحات.
والحدث تكراري مستمر الحدوث غير منقض بصيغة المضارع ” أحاول” التي حملها بقية الأفعال والتداعيات.
الغرائبية في النص : جعل الخبر يقرر الفضح كشاهد على عجز الإنسان و تكبيله و ردعه عن مناصرة الحق.
“قصة تسعى “
الاقتباس القرآني يثري القص ويعطيه أبعادا كونية مذكرا إيانا بعصا موسى وبطش فرعون منتظرين المعجزة في اعتراف صريح بالإيمان بالله و برعايته لما يحدث. ليقول الفرج آت بإذن رب موسى وكل الأنبياء.
بورك الحرف الراقي وألف مبروك لهذا المنحز الكبير كنموذج للتجديد في الفكرة المبتدعة والمعالجة الذكية لواقع بات مستهلكا أدبيا .
الكاتبة سيدة بن جازية