عن المؤلف
من مواليد القدس عام ١٩٤١ ،كاتب قصة للكبار والصغار .
أصدر ٤٥ كتابا وكتب ستة مسلسلات تلفزيونية طويلة وأربع مسرحيات .ترجم العديد من قصصه الى اللغات الانجليزية الفرنسية والالمانية والصينية والتشيكية .
شغل عدة مناصب قيادية منها في الاتحاد العام للكتاب والصحافة الفلسطينية .
حائز على( جائزة محمود درويش للحرية والإبداع ) عام ٢٠١١ .تم تكريمه مؤخرا من قبل المؤسسة الفلسطينية للإبداع..
اهنىء الاديب الكبير وابارك له على فوزه بالجائزة العالمية للرواية الفلسطينية
أخترت ان أشارك في احتفالية تكريمه بقراءتي لقصته ” احلام الفتى النحيل” قصه شيقة جميلة السرد وعذبة اللغة والتعابير زينها الخيال المبهر … وجدت متعة في قرائتها.
صدرت القصة عام 2010 عن دار النشر( مؤسسة تامر للتعليم ) وتقع في 85 صفحة من القطع المتوسط .
تدور أحداث الرواية حول حياة طفل فلسطيني ( مهند)في خمسينات القرن الماضي. يتحدث المؤلف عن طفولة ” مهند،” وفترة مراهقته وميله الى الجنس الأنثوي متمثلا في ابنة الجيران (عزيزة )وفي ابنة المدينة ( نادية ) ، وفي تلك الاثناء يتعلق الفتى بمشاهدة افلام السينما وقراءة الروايات .
أعجب حينها بالممثلة (فاتن حمامة) وأراد محاكاةالممثل( احمد رمزي ) .. احب الغناء لانه كان يحرره من الحزن والكآبة.
ثم ينتبه الى نصائح ابيه وأمه الى أن الوقت ما يزال مبكرا على ارتباطه بأية فتاة ولا بد قبل ذلك من الاهتمام بدراسته للنجاح في المدرسه الثانوية ولاستكمال دراسته الجامعية .
عانى الفتى مهند من طفولة قاسية ؛ كانت علاقته مع ابيه مدا وجزرا يقول مهند : رفعني ابي علو متر ثم القاني في فراشي ، بكيت صرخت توسلت…. حاولت امي تهدئته الا أن أمي لم تكن سوى شجرة من غابة ابي !
أجلس جانب أبي وأبقى صامتا ، يعطف علي احيانا حين يراني منكمشا كالعصفور المذعور…
يستعرض كل مخالفاتي التي ارتكبها وكأنه ضابط يتحدث إلى جنده وانا الجندي الوحيد في كتيبة ابي …
مزج الكاتب في القصة بمهارة المبدع ، بين الواقع والخيال والوهم والأحلام حين وصف نزعات الفتى المراهق تطلعاته واحلامه ورغباته ورؤاه.
تعلق قلب الفتى ب (عزيزة )إبنة الجيران في فترة الطفولة . سيطر الحب على الفتى (مهند) … قضى معها أجمل الأوقات في اللعب في الساحة المجاورة ، انقطعت أخبارها فجاة….. علم مهند ان أباهاامرها أن تتوقف عن الذهاب إلى المدرسة ..!!، وصل الى حالة من الحزن ونال منه الاكتئاب نصيبا. فقد الشهية للأكل وأصبح ألفتى مهند شارد الذهن نحيل الجسم ..الفتاة التي احبها ولعب معها في الساحة الخارجية حيث قضيا اوقاتا جميلة في الطفولة. ، لم يعد يراها بعد الان . الا ان عزيزة لم تفارق خياله ؛
تذكرت لعبتنا حين كنت أخرج منديلي من جيبي واقترب منها لأربط المنديل على يدها او على خصلة من شعرها، قبل ان الفظ كلمة ، تمضي مسرعة يطغى عليها الخجل وتغيب مسرعة في الظلام…. اقترح عليها ان أشرح لها درس القواعد كي يكون في مكان له جدران وشبابيك مسدلة الستائر .. فلا تعترض. اجلس معها تحت الأشجار يرتعش بدني وانا اسمع كلامها ثم تبتعد في دلال .
يتعرف مهند على( نادية) ابنة المدينة في فترة مراهقته كانا يركبا الدراجات الهوائيه سويا … ما اسعد تلك اللحظات..
ابتهج كلما اتذكر ابتسامتها ، انام وطيف نادية يراودني في أحلامي .. أراها وهي تركض في الأزقة والدروب … أركض خلفها حتى ادركها امسكها بذراعي واحملها الى حيث تشاء
لم يحالف الحظ الفتى مهند إذ انقطعت اخبار الحبيبة (نادية ) فجأة واختفت عن أعينه فترة طويلة .. حزن مهند حزنا عميقا الامر الذي حذا به الى البلبلة والحيرة والعذاب .. يتساأل مهند ؛ هل خانتني ناديه مع أحد أصدقائها ؟ كما فعل البطل في الرواية الفرنسية؟ هل يخون الصديق صديقه ؟ هل يخون الحبيب حبيبته؟
هل أفكر في الإنتحار ؟ لا لا لن أفكر في الإنتحار …
تمر الأيام وتتوالى .. تأتي عزيزة الى بيت مهند تطلب مقصا للأشجار ، تستقبلها امه وترحب بها اخواته … تسلم على مهند في استحياء.. توردا خداها من شدة الإرتباك. …يتذكر مهندقولها له أنها لا ترى شخصا عزيزا في الدنيا أغلى منه على قلبها…يقول في نفسه: لماذا لا اضحي من أجلها ؟؟تنظر عزيزة الى مهند مبتسمة يطغى عليها الخجل .. يرتعش جسمه متأثرا .. يرهف قلبه لها يشعر بخفقانه السريع في صدره … يهمس مهند ..كم اكون سعيدا ومحظوظا حينما تأتي عزيزة لتقيم معي .. واتفيأ
ظلها حتى النهاية..،،
د. ناديا محمد عوض