قراءة نقدية للكاتبة فاطمة المخلف سورية لقصة الدكتورة مي عزت المتمردة

(من تحت الدلف لتحت المزراب)

مثل سوري يقال للأشخاص الذين يهربون من حالةسيئة ليجدوا انفسهم في حالة أسوأ فيترحمون على الماضي……
في المجتمع الذكوري المتسلط الذي يعطي الرجل حق فعل كل شيء وممارسة الظلم بحق المراة وعليها الرضوخ .؟؟!!

اما اذا ثارت وحاولت تغيير واقعها
يستقبلها الشارع والمجتمع بقوانينه الجائرة
وعاداته وتقاليده الظالمة
فلا مؤسسات مجتمعية تحمي حقوق المرأة
ولا قوانين مسنونة ودستورية تضمن حقوقها فيكون مصيرها الضياع بين الرذيلة والانحراف والاستغلال بكل انواعه.
القراءة
العنوان مثير ..متمردة مفردة مؤنثة ..وشى العنوان لنا ان القصة عن أنثى …
تَمَرَّدَ الخروج عن الطاعة لغة
ومؤنثها ..
امراة خرجت عن الطاعة وثارت على واقعها .

قصة عن انثى بكل الصفات جمال ونعومة وذكاء
تتعرض للعنف بشكل رمزي واسع الافق
ذكاء الكاتبة لم يحدد اي تعنيف تعرضت له سوى وصف رمزي عن السواد والظلمة التي كانت تعيشها تهميشا او تضييقا او تعنيف
(ضوء حاد)
خلايا جفني )
وهذا دلالة على ان التمرد يسري في عروقها

تتعرض للعنف بشكل رمزي واسع الأفق

اسلوب سردي جميل رغم الرمزية / واستخدام الحيوانات / تشبيها لحالتها المتحولة…
رامزة لما تعانيه من حالات مقتبسة من رمزية كل حيوان عن حالة كانت تعايشها
عندما تضيق الحياة بالمراة وتتشابك القيود وتضيق الاقفاص عليها لابد انها ستعاني من ضغوطات تؤدي بها إلى
خلل نفسي مشاعرا وتصرفا
عبرت الكاتبة عنها باسلوب جميل
جمعت بين السرد كقاصة وموسيقا نص داخلي وجمال صور وتشبيهات
رائعة كانها شاعرة تنسج قصيدة .
وهذه بصمة الكاتبة مي في معظم قصصها

( ليسا جناحين!) رامزة انها لا تملك وسائل التحرر او التغيير لواقعها المؤلم .

(وأثناء ذلك بدأت أدور )رمزية الضياع والدائرة معروف انها لا بداية لها ولا نهاية في
( دائرةٍ قطرها عرض قدميّ،)
تعاني الحصار والضيق وعدم القدرة على التحرك او امتلاك فسحة من حرية

(أدور وأدور، حتى فقدت توازني… وسقطت.)
هنا السقوط ايضا رمزي ترى اين سقطت في اي مستنقع اسن او خطأ… لا يغتفر
بعيدا عن الأسباب

— رجل شرقي بنطرته وكما بدأ في النص اربعيني العمر..
يبدو انها علاقة بين رجل وامرأة ..خان وغدر .
(في آخر مرة تركني مصلوبة)
ما افظع هذا التصوير .

(على أغصان الوله، تتقاذفني الرياح، وتذلني الأمطار، )
تعقشقه فيهجرها دون سابق انذار
وعبارة تذلني الامطار وكلنا يعرف ان المطر دلالة غضب كما ورد في كثير من ايات القران
اما الغيث فهو رحمة وحياة

رجل نرجسي مستغل هو سبب كل معاناتها
تعرضْ مراحل علاقتها معه
بدايتها من كقطة ..
-وهي رمز للأنوثة والجمال والالفة .

وترمز القطة إلى المعبودة باستت، ابنة معبود الشمس رع، التي كانت تصورها الرسومات على شكل امرأة لها رأس قطة. لذا تُعتبر «باستت» معبودة الحنان والوداعة، فقد ارتبطت بالمرأة ارتباطاً وثيقاً. استأنس المصري القديم القطة لملاحظته أنها كانت تصطاد الفئران التي تدخل صوامع الغلال تأكل منها وتفسدها

فالقطة مخلوق مفيد اليف في كثير من المجتمعات
وقد تكون الكاتبة باستخدامها القطة تجسيدا لانها كانت انثى مفيدة لكنه اهملها بظلمه وقسوته

الى ضفدعة
وكانت الضفدعة ترتبط، في الأساطير اليونانية والرومانية، بإلهات الجنس والحب أفروديت، وفينوس.

أما في الديانة المسيحية فكثيرا ما ترمز الضفدعة إلى الشر،
وغالبا ما تختلط الضفدعة وضفدع الطين في الرموز المسيحية. وفي مسرحية شكسبير (ريتشارد الثالث) يوصف الملك بأنه ذلك الأحدب ضفدع الطين السام… /

تذكرنا انها كانت نملة رمز
رمزية النمل في الفولكلور الأمريكي الأصلي، يرمز النمل إلى الصبر والتضحية بالنفس والتوجيه. ويُنظر إليهم على أنهم مرشدون يقودون الناس خلال تحديات الحياة.

وقد أشار القرآن إلى أن طريقة التواصل بين النمل هي الكلام، والحقيقة العلمية تقول: إن النمل يتواصل عن طريق المواد الكيميائية،
وقرون الاستشعار، والروائح،
ترى ماذا كانت تقصد بانها نملة هل لان كيميائيتها كامرة غير قابلة للترويض من قبل رجل معتد يريدها كما يشاء دمية لمأربه وشهواته
ام رمزا للاجتهاد والمحاولة والمرونة
(كنت نملة، كلما مشيت وضع أصبعه أمامي ليعترض طريقي، ويتحكم في مسارات حياتي. )
عانت منه كمعيق لنجاحاتها وسبب احباطاتها
رغم كل ذلك
فسحة الامل والارادة وتوق التحرر لم يمنعها من ان تخرج من بين براثنه
رغم كل محاولاته
روح التمرد بداخلها
اضهرت شيطان المراة من بين الركام
من خلف الغياهب والظلمات والظلم .
لم يستطع امتلاك مشاعرها وكسب حبها بالقوة رغم تقلب العذابات ووسائل الترويض لها
[لا مشاعري.]

استخدمت ذكائها ومكر المرأة اذا عذبت وحوربت

(خده علامة ليتذكر بها مكري وغضبي،)
الخد جزء من الوجه وكل تشويه فيه غير قابل للاخفاء
ترى هل هذا الخدش مادي مجرد خدش باظافر امراة على خده .
ام هو ما يخدش حياء وكرامة الرجل و خيانتها له مع اخر. والتسبب له بفضيحة على الملأ

تشبيه جميل
(شمرت عن مخالبي )
والمعتاد استخدام… شمرت عن ساعدي كناية عن بدئ العمل .

القفلة التي اعتبرها متميزة عاصفة لذهن القارئ تجعله في مهب الريح لمعرفة النهاية

(أرفع ذيلي خيلاء معجبة بذكائي؛)

المعروف ان المرء يرفع راسه خيلاء وكبرياء بذكائه .
لكن اصرارها انها قطة
هو اصرار على
انوثتها ..وجمالها وجاذبيتها
واذا تجاوزنا حدود المنطق واخترقنا المجاز فالحيوانات المؤنثة ما ان ترفع ذيلها الا وقد كشفت عن عورتها

وهذا يقودنا لما انهت القصة فيه
(لم أكن أعرف بعد أن القطط وجبة دسمة لأسفلت الطرقات)

اذا لم تنته ببيت ولا سقف ولا مكان
اسفلت الطرقات ابواب مفتوحة
هل صارت من بائعات الهوى
ام انها بقيت شاردة ككثيرات من نساء تعرضن للتعنيف ،دون ان يكن لهن سند لا يعملن عقولهن ويوجهن الذكاء لخلق مستقبل زاهي

فكان مصيرهن دور الدعارة والسقوط في المحظور
وهكذا نعود الى ان سبب نكبة المراة كان رجلا

وكذا المجتمع وقوانينه وعدم وجود موسسات لاستقطاب من يعانين التعنيف .

دام الابداع

متمردة

ضوءٌ حاد، يتغلغل بين خلايا جفنيّ، لا أعلم من أين يأتي!! يخزني ويؤلمني، إلى أن أيقظني لأتفاجأ بهذا المكان!
متى وصلت إليه؟؟
أو بالأحرى كيف وصلت إلى هنا؟
لا أستطيع أن أصف ماحولي؟
فراغ معتم، وبصيص الضوء هذا يزيد من اعتام رؤيتي.
أتراني أطير في الفضاء!!
حتمًا لا!! فما زالت أتلمس الأرض، ضربتها ثلاثاً لأتأكد،
ثم مددت ذراعيّ أمامي، إنهما ليسا جناحين!
وأثناء ذلك بدأت أدور في دائرةٍ قطرها عرض قدميّ،
أدور وأدور، حتى فقدت توازني وسقطت.
لم يكن القمر قريبًا لأتشبث به، رغم أنه قد بدا ليّ يحاول تقديم المساعدة، أليس ذلك المستدير الفضي قمراً؟؟
ما هذا الهذيان؟!
نفضت وجهي، علّي أخرج من هذا الوهم، لكني لم أشعر بنعومة كفيّ، بل شيءٌ حاد فيهما قد خدشني.
آه يا الله، ماذا يحدث؟!
اتكأت على ركن لم يريحني ضيق زواياه، محاولةً استجماع ذاكرتي، علّي أجد حلًا لما أنا فيه.
بعد أن زفرت عدة مرات، بدأت استرجع شيئًا من….. لا أستطيع قول ذاكرتي، فهي بعضُ صور لا أزال استصعب جمعها كاملة.
أهم ما تكرر فيها طلة أربعيني شرقي النظرة، غربي الملامح.
عصا، دخان، عتمة، وضجيج،ثم ..ضوء!!
ضوء يسطع مرة أخرى ليربكني، أحاول جاهدة حماية عيني، لكن شيئًا ما في كفيّ يخزني، ما هذا اليوم الأسود الذي أضيع فيه!
فجأة!!
ارتطمت بشيءٍ ما، وبات رأسي أسفل قدمي، ويديّ ضائعتان في العتمة، لكن!! أتى من بعده هدوء، فكأن استقرارًا حدث، بطريقةٍ أو بأخرى.
بعدها استقمت، وحاولت مرارًا حتى وصلت، نعم وصلت لمنفذ الضوء ذاك، وأمسكت به بيدي، وظلت رأسي تحرك وتدفع جزءًا من هذه العتمة، شيئًا فشيئا، وكأن الشمس قد حنّت عليّ وستشرق لتنتشلني من هذا السواد.
نعم أخيراً تحررت من أسري، لكن هنا كانت الدهشة!!
أحدهم أمسك بعنقي من الخلف، وسحبني للأعلى مباغتاً حذري.
تلمّس شعري، وحين رفعني ونظر في عيني، تجمعت كل المشاهد التي تلاشت من ذاكرتي معه، أنه هو!
غلبني الخوف في ذات اللحظة واغرورقت عينيّ.
من انعكاسي في عينيه رأيتني، أنا قطة، نعم قطة!!
هذه المرة حولني بسحره الى قطة، علّي أداعب قدميه، وأتغنج على صدره، ليحبسني حين يريد، ويطلق سراحي حين يشتهي المتعة.
في آخر مرة تركني مصلوبة على أغصان الوله، تتقاذفني الرياح، وتذلني الأمطار، لكي أغرد له، وأتمايل كعاشقة تغني أجمل ألحان الحب رغم كرهي له.
قبلها كنت ضفدعة، كلما قفزت أمامه لا إرادياً ضحك، واسمتع.
وقبلها كنت نملة، كلما مشيت وضع أصبعه أمامي ليعترض طريقي، ويتحكم في مسارات حياتي.
لم يعرف أبدًا أنّ بداخلي أنثى لن تتحرر له أبدا..
وأنّ سحره يغيّر أي شيء إلا مشاعري.
شمّرت عن مخالبي، تركت على خده علامة ليتذكر بها مكري وغضبي، ثم ركضت مبتعدة عنه، أرفع ذيلي خيلاء معجبة بذكائي؛ لم أكن أعرف بعد أن القطط وجبة دسمة لأسفلت الطرقات.

مي عبدالحميد
السودان
/////////////////

متمردة..
ضوءٌ حاد، يتغلغل بين خلايا جفنيّ، لا أعلم من أين يأتي!! يخزني ويؤلمني، إلى أن أيقظني لأتفاجأ بهذا المكان!
متى وصلت إليه؟؟
أو بالأحرى كيف وصلت إلى هنا؟
لا أستطيع أن أصف ماحولي؟
فراغ معتم، وبصيص الضوء هذا يزيد من اعتام رؤيتي.
أتراني أطير في الفضاء!!
حتمًا لا!! فما زالت أتلمس الأرض، ضربتها ثلاثاً لأتأكد،
ثم مددت ذراعيّ أمامي، إنهما ليسا جناحين!

Elking, [08.01.2025 23:05]
وأثناء ذلك بدأت أدور في دائرةٍ قطرها عرض قدميّ،
أدور وأدور، حتى فقدت توازني وسقطت.
لم يكن القمر قريبًا لأتشبث به، رغم أنه قد بدا ليّ يحاول تقديم المساعدة، أليس ذلك المستدير الفضي قمراً؟؟
ما هذا الهذيان؟!
نفضت وجهي، علّي أخرج من هذا الوهم، لكني لم أشعر بنعومة كفيّ، بل شيءٌ حاد فيهما قد خدشني.
آه يا الله، ماذا يحدث؟!
اتكأت على ركن لم يريحني ضيق زواياه، محاولةً استجماع ذاكرتي، علّي أجد حلًا لما أنا فيه.
بعد أن زفرت عدة مرات، بدأت استرجع شيئًا من….. لا أستطيع قول ذاكرتي، فهي بعضُ صور لا أزال استصعب جمعها كاملة.
أهم ما تكرر فيها طلة أربعيني شرقي النظرة، غربي الملامح.
عصا، دخان، عتمة، وضجيج،ثم ..ضوء!!
ضوء يسطع مرة أخرى ليربكني، أحاول جاهدة حماية عيني، لكن شيئًا ما في كفيّ يخزني، ما هذا اليوم الأسود الذي أضيع فيه!
فجأة!!
ارتطمت بشيءٍ ما، وبات رأسي أسفل قدمي، ويديّ ضائعتان في العتمة، لكن!! أتى من بعده هدوء، فكأن استقرارًا حدث، بطريقةٍ أو بأخرى.
بعدها استقمت، وحاولت مرارًا حتى وصلت، نعم وصلت لمنفذ الضوء ذاك، وأمسكت به بيدي، وظلت رأسي تحرك وتدفع جزءًا من هذه العتمة، شيئًا فشيئا، وكأن الشمس قد حنّت عليّ وستشرق لتنتشلني من هذا السواد.
نعم أخيراً تحررت من أسري، لكن هنا كانت الدهشة!!
أحدهم أمسك بعنقي من الخلف، وسحبني للأعلى مباغتاً حذري.
تلمّس شعري، وحين رفعني ونظر في عيني، تجمعت كل المشاهد التي تلاشت من ذاكرتي معه، أنه هو!
غلبني الخوف في ذات اللحظة واغرورقت عينيّ.
من انعكاسي في عينيه رأيتني، أنا قطة، نعم قطة!!
هذه المرة حولني بسحره الى قطة، علّي أداعب قدميه، وأتغنج على صدره، ليحبسني حين يريد، ويطلق سراحي حين يشتهي المتعة.
في آخر مرة تركني مصلوبة على أغصان الوله، تتقاذفني الرياح، وتذلني الأمطار، لكي أغرد له، وأتمايل كعاشقة تغني أجمل ألحان الحب رغم كرهي له.
قبلها كنت ضفدعة، كلما قفزت أمامه لا إرادياً ضحك، واسمتع.
وقبلها كنت نملة، كلما مشيت وضع أصبعه أمامي ليعترض طريقي، ويتحكم في مسارات حياتي.
لم يعرف أبدًا أنّ بداخلي أنثى لن تتحرر له أبدا..
وأنّ سحره يغيّر أي شيء إلا مشاعري.
شمّرت عن مخالبي، تركت على خده علامة ليتذكر بها مكري وغضبي، ثم ركضت مبتعدة عنه، أرفع ذيلي خيلاء معجبة بذكائي؛ لم أكن أعرف بعد أن القطط وجبة دسمة لأسفلت الطرقات.

مي عبدالحميد
السودان

الكاتبة فاطمة المخلف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *