ينادي ابنته:
- أمينة، ثبتي على هاتفي تطبيقًا لاستدعاء سيارات الأجرة.
سلمها الهاتف وانشغل ببعض أموره. تملكتها غواية استكشاف مجهوله، لم تفوت الفرصة واخترقت صومعته.
تسابق نفسها، وسريعًا تقلب في رسائله.
عثرت على غايتها، وقرأت ما لا ينبغي لها أن تعرفه.
هتكت ستر أبيها.
يراقبها وهي تطأ صفحاته.
حزن بشدة، يعلم أنها لن تعطيه عذرًا ولن تفهم معاناته.
قرأ في عينيها ما لم تسعها الشجاعة لتسأله عنه.
يصمت عن الإجابة.
يحاورها في داخله: (يا ابنتي، لوالدك قلب ما زال ينبض، وما أخفيه من مشاعر يسكنني منذ صباي، أهرب إليها، أكتبها فأشعر بالرضا، أعلم أني ملكك يا ابنتي).
مر أمامها حديث والدتها تناشد والدها:
ابنتنا في مرحلة المراهقة، أخاف عليها، لنستخدم تطبيق المراقبة الأبوية على هاتفها.
رفض الأب بشدة.
حرصا على ألا تلتقي نظراتهم.
سارع بتناول حبة دواء.
تشعر بما يعانيه من ألم.
يشعر بما تعانيه من ندم.
-(ماذا دهاني ووسوس لي لأستبيح عمق أبي، وأكشف ما حرص على إخفائه)-
يأكلها الندم، فقد هزت صورة مثلها الأعلى.
ثقل عليهم العبء النفسي، لا هي تستطيع أن تسأل، ولا أبوها يستطيع الرد.
حاولت رفع عينيها تبحث عن نظرة كانت تسعدها، تزيد معاناتها معاناته، بفؤاد كسير، وبيد مرتعشة ربت على ظهرها، ووضع على وجهه ابتسامة دامعة.
الكاتب سيد جعيتم