التقيا في بهو المشفى، تبادلا النظرات ، هَمّا بتبادل التحايا، لكن نوبة غثيان أفسدت اللقاء، أمسك كل منهما بطنه، تلوّى ، صاح، عضّ على شفتيه،أنّ في وهن وخمول.
تظاهر هو بالتماسك والصلابة لكنه لم يتمالك نفسه، فرّ مسرعا نحو الحمام كذلك فعلت.
أمضيا الليل على هذا الدأب والدكتور لم يحضر بعد، سألا الممرض عن موعد حضوره ألف مرة، نفذت كل الأعذار. اتصل به في حنق لكنه لم يردّ.
حين قررّا العودة إلى حيث يموتان في سلام كان كل من في القاعة يتلوّى، يمسك بأحشائه، يعتصرها ، يئن، يعوي …
كرّ وفرّ بين الحمّام و قاعة الانتظار الفسيحة…
أخيرا حضر الدكتور خالد متأهّبا للدوام، انتعشت الفيروسات و ترعرعت فلم يتباطأ عن المباركة .
خارج القاعة كانت العرّافة تحاول فك الطلاسم لإيجاد الدواء المناسب ، بول البعير مذكور في السنة وحليب النوق و…
مؤدب الحي كان بينهم ينصحهم بكثرة الوضوء والغسل و قصّ الأظافر… و ذكر الله..
بين هذا وذاك انتشرت الشائعة ضيف جديد يحل بيننا، لم يصدق أحد إلا من اكتوى بنارها.
في صباح اليوم الموالي أطلقوا صافرات الإنذار وارتدوا الدروع الفولاذية للإنقاذ، أقيمت مأدبة غداء و بعض الملتقيات للبحث عن سبل الوقاية والعلاج . رصدوا ميزانية .
وانطلقت الندوات بينما البقية تتلوى، تئن… ينتظرون الوصفة.
تزوّج المريضان وأنجبا ” شقلولة “جميلة و اللجنة لم تعدّ الخطة الناجعة..
شفي الجميع ولم تشف الشائعة.
الكاتبة سيدة بن جازية