قصة قصيرة / عطر الذكريات

مرّ بجانبها، وقد ترك رائحة عطر من زجاجة باريسية كان يخبئها في جيب معطفه، وصعد إلى غرفته في الطابق العلوي.دخلت هي إلى غرفتها بعدما تذكرت لحظة اللقاء الأول، راحت تبحث في خزانتها عن صور تحفظ الذكريات الجميلة ؛ الابتسامة لم تفارق وجهه وهو على أريكته الجلدية ومائدته ذات الزخرفة الشامية – ما أطيب قهوتك يا سيدة البيت.. هكذا كان يجاملها في كل مرة وهي تقدم له قهوته؛ فيحمرّ وجهها خجلا وحياء!ابتسمت للذكرى، وبكت لرحيله الذي مرّ عليه ثلاث سنوات كانت مليئة بالحب الدافئ .الدُرْجُ العلوي لا يزال يحتضن زجاجات العطر الوردية، فرغت من كل شيء إلا من اللحظات السعيدة، كأنها ترش المكان بورد الحدائق..كم كانت عيناها سخية الدمع كسخاء زجاجاتها!دقت زوجة ابنها باب غرفتها، مسحت هي أثر الدمع.- أدخلي ..يا ابنتي..- عمتي، هذا العطر لكِ.. أنا لا أحبه..أخطأ ابنك في عنوانه !ابتسمت ابتسامة بلون الحزن وقبلتها..- أنا أنثى مثلك..خذي عطرك يا ابنتي واصعدي إلى زوجك وعيشي للذكرى واكتبيها بصدق ..إنما نحن صور عابرة..

الكاتب بختي ضيف الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *