من ديوان «البُكاء بين يدي زرقاء اليمامة»، الصَّادر في عام 1969م. نقرأ معًا قصيدة «كلمات سبارتاكوس الأخيرة» والتي كان قد نشرها في أبريل عام 1963م.
لقد حدث التَّحوُّل الحقيقي في مسيرة «أمل دنقل» (1940- 1983م) الشِّعريَّة بهذه القصيدة، وهي أولى قصائده الكُبرى التي صنعت مَجْدُه وحقَّقت له الشَّهرة. فقد جاءت القصيدة إعلانًا واضحًا وجليًّا عن مولد شاعر أصيل ومُجدِّد. قبلها كان شِعْرُه يجري في الأغراض الرُّومانسيَّة التَّقليديَّة ليُعبِّر عن انعكاسات وجدانه إزاء همومه الذَّاتيَّة الخاصَّة وذلك من خلال أساليب تعبير تقليديَّة أيضًا.
أمَّا قصيدة «كلمات سبارتاكوس الأخيرة»فهي تُؤكِّد على حُدوث تحوُّل كبير نحو القضايا السِّياسيَّة والاجتماعيَّة، وعلى الأخصِّ قضية الحُرِّيَّة الإنسانيَّة بمعناها الأساس المُتمثِّل في حُرِّيَّة التَّفكير والتَّعبير والرَّفض.
ومن بداية القصيدة نجد الجديد حقًّا الذي يصدمننا ويشُدَّنا ويدفعنا إلى تقليب الذَّاكرة وإعادة النَّظر فيما قرأنا من أشعارٍ، وما حفظنا من مأثوراتٍ:
(مزج أوَّل)
المجد للشَّيطان.. معبُود الرِّياح..
مَنْ قال «لا» في وجه مَنْ قالُوا «نعم»
مَنْ علَّم الإنسان تمزيق العدم
مَنْ قال «لا» فلم يمت،
وظلّ روحًا أبديّة الألم !
الشَّاعر هُنا يتكلَّم بلسان «سبارتاكوس» Spartacus، ذلك العبد الذي قاد ثورة العبيد ضدّ طُغْيان الارستقراطيَّة الرُّومانيَّة الإقطاعيَّة في القرن الأوَّل قبل الميلاد، وشُنق بالقُرب من أبواب رُوما..
وهُو يُمجِّد الشَّيطان رمز التَّمرُّد الخالد ونمُوذج العصيان القاطع في وجه جمهرة الخائفين والخاضعين.. ويرى أنَّ عصيانه كان سببًا في تمزيق العدم والظَّلام وبداية التَّحضُّر والعُمْران.. وهي بداية ظُهور الإرادة الإنسانيَّة.. وبداية مسيرة التَّطوُّر.. فعصيانُه كان بداية لعصر المعرفة الإنسانيَّة.. ومُنْذ تلك اللَّحظة، أخذ يتَّضح معنى الخير والشَّر..
و«أمل دنقل» هُنا يُشبه الشَّاعر الإنجليزي «جون ميلتون» John Milton (1608 – 1674م) في ملحمة «الفردوس المفقُود» حيث يصُور الشَّيطان قادرًا على العصيان والتَّحدي.. والواقع أنَّ «أمل دنقل» لا يعني – بالطَّبع – مُجرَّد تمجيد الشَّيطان، وإنَّما يستخدم مُعادلًا موضُوعيًّا يُجسِّد دعوتُه للتَّمرُّد والعصيان..
وبناء القصيدة كُلَّه يجد مفتاحُه في فهم هذه المُفارقة «المجد للشَّيطان»، التي تنقض المورُوث الرَّاسخ للمقُولة الدَّارجة: «اللَّعنة على الشَّيطان» إذْ لا نكاد نمضي في قراءة المقطع التَّالي حتَّى يُفاجئنا «أمل دنقل» بمُفارقةٍ أُخرى:
(مزج ثان)
مُعلَّق أنا على مشانق الصَّباح
وجبهتي – بالموت – محنيَّة
لأنَّني لم أحنِّها.. حيَّة !
ولا نكاد نسمع هذه الكلمات، ونتأمَّل صُورة «سبارتاكوس» المُعلَّق على الصَّليب حتَّى نجد أنَّه قد رفعنا جميعًا إلى جانبه مُعلَّقين على مشانق القيصر أو مشانق السُّلطة الطَّاغية.
.. هكذا ينكشف وجه المأساة على حقيقته، فإذًا هي ليست مأساة فرد تمرَّد بل مأساة الغالبيَّة المُستضعفة والمُضطهدة في آنٍ واحدٍ.. وكما وحَدَّ نفسه مع «سبارتاكوس» وحَدَّ بين جماهير الإسكندرية في القرن العشرين.. وبين عبيد رُوما في القرن الأوَّل قبل الميلاد..
يا أخوتي الَّذين يمرُّون في الميدان مُطرقين
مُنحدرين في نهاية المساء
في شارع الإسكندر الأكبر
لا تخجلُوا ولترفعُوا عُيُونكم إليَّ
لأنَّكم مُعلّقُون جانبي.. على مشانق القيصر
فلترفعُوا.. عُيُونكُم إليَّ..
لرُبَّما إذا التقت عُيُونكُم بالموت في عينيّ
يبتسم الفناء داخلي.. لأنَّكم رفعتُم رأسكُم مرَّة !
«سيزيف» لم تعُد على أكتافه صخرة
يحملُها الَّذين يُولدُون في مخادع الرَّقيق
والبحر.. كالصَّحراء لا يروي العطش
لأنَّ مَنْ يقُول «لا» لا يرتوي إلَّا من الدُّموع
فلترفعُوا عُيُونكُم للثَّائر المشنُوق
فسوف تنتهُون مثْلُه غدًا
هذا كلام يحمل التَّحريض على الرَّفض والتَّمرُّد، لأنَّ العسف والقهر ليس قدرًا محتُومًا على البشر.. فــــــ «سيزيف» (1) لم يعد يحمل الصَّخرة.. بل أصبح يحملُها فقط الَّذين يُولدُون في مخادع العبيد.. ولهذا يدعُوهُم لرفع الرُّؤُوس.. فالجميع مشنُوقُون سواء ثاروا أو لم يثُورُوا.
ولا نكاد نطمئن إلى هذا المعنى حتَّى يُفاجئنا الشَّاعر بمعنى آخر مُخالف تمامًا حين يقول:
فقبَّلُوا زوجاتكُم: إنّي تركتُ زوجتي بلا وداع
وإنْ رأيتُم طفلي الَّذي تركته على ذراعها
فعلِمُوه الانحناء ؟
علِمُوه الانحناء !
الله لم يغفر للشَّيطان حين قال«لا» !
والوُدعاء الطَّيِّبُون
هُم الَّذين يرثُون الأرض في نهاية المدى
لأنَّهم.. لا يشنُقُون !
فعلِمُوه الانحناء
وليس ثمَّ من مفر
ولا تحلُمُوا بعالم سعيد
فخلف كُلّ قيصر يموت: قيصر جديد !
وخلف كُلّ ثائر يموت: أحزان بلا جدوى
ودمعة سدى !
وقد يدهشُنا هذا الكلام الأخير، لأنَّه يبدُو مُناقضًا تمامًا للمقطع الأوَّل فنتساءل: كيف أمكنه أن يتحوَّل من النَّقيض للنَّقيض، داعيًا للخُضُوع والانحناء، مُقرًا بعبثية الرَّفض والثَّورة.. وإلَّا كيف يقُول بأنَّ: (خلف كُلّ ثائر يموت: أحزان بلا جدوى / ودمعة سدى) !!
أليس هذا تشبيهًا بما قاله سليمان الحكيم حين صاح صيحته اليائسة: «الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ» (سفر الجامعة 2: 11)، أو ما قاله الشَّاعر «أبُو العلاء المعرّي» (973 – 1057م) : « تعبٌ كُلَّها الحياةُ فما أعجبُ إلَّا من راغبٍ في ازديادِ».
هكذا يبدو الأمر رُبَّما للنَّظرة الأولى.. لكن مع التَّأمُل العميق لأبيات «أمل دنقل» نجدُه لا يتطابق أبدًا مع الرُّؤى التي تُؤكِّد عبثيَّة الحياة، وخيبة أمل الإنسان.
والواقع أنَّ الشَّاعر يستخدم النَّقيض ساخرًا سُخريَّةً مريرةً بواقع الإنسان في مُجتمعاتنا، وبالبدائل المطرُوحة أمامنا.. وهُو يستخدم هذا الأسلوب الغريب لكي يستوقف قارئُه ويستفز مشاعره وعقلُه حتى يُفكِّر في مأساة حياته.
إنَّها حيلة من حيل الإغراب ترمي إلى تغريب واقع الإنسان في مُجتمعه.. وحين يبدُو هذا الموقف شاذًا أو غريبًا..فإنَّه يدعُو للتَّغيير الشَّامل.. وهذا ما يتَّضح في الفقرة التَّالية.. حين يُمعن في دهائه الفنِّي ويعتذر للقيصر عن خطيئته، ويُهديه جُمْجُمُته ليصنع منها كأسًا لشرابه، ولكنَّه يُحذِّره من الاستمرار في قطع الأشجار، فقد يحتاج في يومٍ ما إلى الظِّلِّ:
(مزج ثالث)
يا قيصر العظيم : قد أخطأت .. إني أعترف
دعني – على مشنقتي- ألثم يدُك
ها أنذَّا أقبل الحبل الَّذي في عُنُقي يلتف
فهُو يداك، و هو مجدُك الَّذي يُجْبِرُنا أن نعبّدُك
دعني أُكفِّر عن خطيئتيِ
أمنحك – بعد ميتتي – جُمْجُمتي
تصوغ منها لك كأسًا لشرابك القوِّي
.. فإنْ فعلت ما أُريد:
إن يسألُوك مرَّة عن دمي الشَّهيد
و هل ترى منحتني «الوُجُود» كي تسلُبني «الوُجُود»
فقُل لهُم : قد مات.. غير حاقد عليَّ
و هذه الكأس – الَّتي كانت عظامها جمجمته –
وثيقة الغُفران لي
يا قاتلي: إني صفَّحت عنك..
في اللَّحظة الَّتي استرحت بعدها منِّي:
استرحت منك !
لكنَّني .. أوصيك إنْ تشأ شنق الجميع
أن ترحم الشَّجر !
لا تقطع الجُذُوع كي تنصُبها مشانقا
لا تقطع الجُذُوع
فرُبَّما يأتي الرَّبيع
«و العام عام جُوع »
فلن تشم في الفُرُوع .. نكهة الثَّمر !
ورُبَّما يمرّ في بلادنا الصَّيف الخطر
فتقطع الصَّحراء باحثًا عن الظِّلال
فلا ترى سوى الهجير و الرِّمال و الهجير و الرِّمال
و الظَّمأ النَّاريّ في الضُّلُوع !
يا سيِّد الشَّواهد البيضاء في الدُّجى ..
يا قيصر الصَّقيع !
وهُو يستخدم اسم قيصر رمزًا لكُلِّ طاغية، وبالمُقابل فإنَّه يستخدم «هانيبال» (2) البطل البربري الأفريقي كرمزٍ للمُخلص فـهُو خرج من «قرطاجة» (3)، ورد عُدوان رُوما، بل وزحف حتَّى أبواب رُوما نفسُها، والشَّاعر ينتظر أنْ يخرج من بيننا «هانيبال» لكي يتصدَّى للمُعتدين والغزاة.. ولكن دُون جدوى، وهذا ما نفهمُه من قوله:
و إنْ رأيتُم في الطَّريق «هانيبال»
فأخبرُوه أنَّني انتظرته مدى على أبواب «رُوما» المُجهدة
و انتظرت شُيُوخ رُوما – تحت قوس النَّصر – قاهر الأبطال
و نسوة الرُّومان بين الزينة المعربدة
ظلّلن ينتظرن مقدّم الجُنُود..
ذوي الرُّؤُوس الأطلسيَّة المُجعَّدة
لكن «هانيبال» ما جاءت جُنُودُه المجنَّدة
فأخبرُوه أنَّني انتظرته.. انتظرته..
لكنَّه لم يأت !
و أنَّني انتظرته.. حتَّى انتهيت في حبال الموت
و في المدى : «قرطاجة» بالنَّار تحترق.
ولأنَّ «أمل دنقل» شاعر فنَّان، فإنَّ الصُّورة في شعره مركبة، تحمل تضاعيفُها كثيرًا من الخُطُوط والألوان، ولا تُعطي معناها دفعة واحدة، بل تحتاج إلى كثيرٍ من التَّأمُل والتَّدقيق، وهذا ناتج عن ثقافة واسعة وعميقة وعقل مفتُوح يعرف كيف يُحلِّل التَّاريخ والواقع ويفهمُه بعيدًا عن التَّعصُّب والانغلاق، ولهذا نجده يُقدِّم صُورة مركبة لرُوما فهي ليست رمزًا شاملًا للشَّرِّ أو الطُّغْيان.
فإذا كان قيصر هُو الدِّيكتاتُور الذي كان يحمل للقضاء على الجُمْهُوريَّة الدِّيمُقْراطيَّة، فإنَّ شُيُوخ رُوما، هُم رُموز تُجسِّد الجانب الآخر من رُوما، وهُو الدِّيمُقْراطيَّة، ومن ثمَّ جاء انتظارُه لشُيُوخ روما كما انتظار «هانيبال».
لكنَّهم لم يُسرعوا لإنقاذه أو لإعلان حُرِّيَّته، وهذا يعني أنَّ الحُرِّيَّة والخلَّاص لم يأت من داخل رُوما عن طريق الشُّيُوخ، ولا من خارجها عن طريق «هانيبال» ، فشُنق «سبارتاكوس»، وسقطت «قرطاجة» في جوف الحريق، وبهذا يُمهِّد للفقرة الأخيرة حين يُوحِّد بين عبيد رُوما المُضطهدين في شخص «سبارتاكوس»، وكُلّ المُناضلين ضدّ القهر والظُّلُم والدِّيكتاتُوريَّة والطُّغْيان:
«قرطاجة» كانت ضمير الشَّمس: قد تعلَّمت معنى الرُّكوع
و العنكبُوت فوق أعناق الرِّجال
و الكلمات تختنق
يا إخوتي : «قرطاجة» العذراء تحترق
فقبَّلُوا زوجاتكُم،
إني تركت زوجتي بلا وداع
و إنْ رأيتُم طفلي الَّذي تركته على ذراعها.. بلا ذراع
فعلِمُوه الانحناء..
علِمُوه الانحناء..
علِمُوه الانحناء..
ولا يصح أبدًا أن نفهم من هذه الأبيَّات أنَّها تُعطي للقارئ المعني المُحدَّد أو الرِّسالة التي يُريد الشَّاعر توصيلها كحقيقةٍ لا تقبُّل أكثر من تفسيرٍ، لأنَّ المُفارقة في هذه القصيدة مُركَّبة من عدَّة مُفارقات: مفارقة في بناء القصيدة الدَّاخلي بين عبارة (المجد للشَّيطان) في مطلعها، و(علِمُوه الانحناء) في مُنتصفها أو في نهايتها، إلى جانب المُفارقة القائمة في ذهن القارئ بين ما تقوله هذه المقاطع كُلٌّ على حدَّةٍ والواقع الخارجي في الحياة والمُجتمع.
ويقُول المفكِّر الدُّكْتور «لويس عوض» (1915 – 1990م) عن قصيدة «كلمات سبارتاكوس الأخيرة»: «هُناك نوع من التَّهكُّم الخفي الذي يقصدُه الشَّاعر سواء في تمجيده لشمُوُخ أعظم العصاة، أو في تبشيره بضرُورة الانحناء والانهزاميَّة بغير قيد أو شرط، وهذا التَّهكُّم الخفي مُجسَّد في المُقابلة يقيمها بين الرَّفض الأعظم والقبُول الأعظم، وإلَّا كانت دعوتُه في أنٍ واحدٍ عبادة للشَّيطان ولعنة على البشر. وهذه طريقة شعراء الرَّفض إذًا في التَّعبير عن احتجاجهم على الواقع المرفُوض.. وهُم يُؤلِّبُون الطُّغاة على الطُّغيان بتمجيد الطغيان، وهُم يُؤلِّبُون العبيد على العُبُوديَّة بتمجيد العُبُوديَّة.. وهذه بلاغة الأضداد».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سيزيف: Sisyphus، أو «سيسيفوس» كان أحد أكثر الشَّخصيَّات مكرًا بحسب الميوثولوجيا الإغريقيَّة، حيث استطاع أنْ يخدع إله الموت «ثاناتوس» Thanatos ممَّا أغضب كبير الآلهة «زيوس»، فعاقبه بأنْ يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعُود إلى رفعها إلى القمَّة، ويظلّ هكذا حتَّى الأبد، فأصبح رمز العذاب الأبدي.
(2) هانيبال: واسمه الحقيقي «حنبعل بن حملقار» (247- 182ق.م). قائد عسكري قرطاجي، ينتمي إلى عائلةٍ فينيقيَّةٍ عريقةٍ، ويُنسب إليه اختراع العديد من التكتيكات الحربيَّة في المعارك ما زالت مُعتمدة حتَّى اليوم. بلغ «هانيبال» أقصى الحُدود المُستحيلة لكي يهزم رُوما ويُصبح مادَّة للأساطير حيث أحتل معظم إيطاليا وحاصر رُوما (15) عامًا.
(3) قرطاجة: كانت أراضيها تشمل مناطق المُستعمرات الفينيقيَّة السَّابقة، وقامت قرطاجة ببناء مُستعمرات جديدة وفي كثيرٍ من الحالات أعادة استعمار المُستعمرات الفينيقيَّة، وقد جعلت تلك المُستعمرات في: طرابُلُس، تُونس،الجزائر، المغرب وجنُوب إسبانيا، فأصبحت قرطاجة القائد والحامي الرَّسمي لفينيقيي الغرب. وكانت قرطاجة تحكُم (300) مدينة في الشَّمال الأفريقي وحده قبل اندلاع الحُروب الفينيقيَّة (264 – 146 ق.م)، وبلغ عدد سُكَّان مدينة قرطاجة ذاتُها حوالي (700) ألف نسمة.
الكاتب والباحث وفيق صفوت مختار