…………………………..
أنا الآنَ لستُ أنا.. لي
لعابُ الحرائق ِ في شهوة البردْ
وغيم ُالشمال ِ المفاجئ
في شهقةِ الصيفْ
أنا ابنُ الفصولِ ومن ظهرها
يهبطً العشبُ والماءُ والوردْ
وبين السنابل تبكي المناجلُ
أي يدٍ سوف تحملها والبيادرُ
إسفلتُ في طرق ِ الإلتفافْ
ونهرُ المسرةِ دون ضفافْ
وتشرينُ حين يصلي الضحى
يتوضأ في دمه,أيها الماءْ
عدْ للمزاريب ِ,للبئر ِ للنهر ِ للبحر ِ
مما تخافْ !
فعادَ وكانَ الجفافْ
أنا الآنَ لستُ أنا
وهذا الذي كانَ,ليسَ لنا
يمامٌ تناثرَ في أفق ِ الهجراتْ
يمامْ
هنا شجرٌ معدنيٌّ
وهذي الغصونُ
مسنّنةٌ في الخصوبة
وجارحةٌ في العذوبة
وأقربُ رفرفةٍ للجناح ِ
تُعابِثُها عتباتُ المجراتْ
خيامٌ من الوبر ِ البشريِّ, خيامْ
فلا سقفَ إلا الذي
يصطفيه العمودُ المسنّنْ
فأيّنَ إذاً يا غريب الهديل ِ تنامْ
وهلْ فوقَ خازوق بيتِ الشريدِ
يحطُّ الحمامْ !
فكنْ في سرابِ الجزيرةِ دمعة هاجرْ
وفوقَ الرمالِ أصابعَ هذا الذبيحْ
ويا ماءُ كنْ لي لأبقى
على هذه الأرضُ يُحتملُ الموتُ
يُحتملُ الصلّبُ والسجنُ والقيدْ
وما سيجيئ إلى أن يعمَّ السلامْ
أنا الآنَ لستُ أنا
وهذا الذي كانَ,ليسَ لنا
ترابٌ يدنّسهُ الكهنوتْ
ورفٌ من الشرفات تنامُ
على حجر ٍ
من دمار ِ البيوتْ
وما بين نكبتنا ألفُ نكسة
وما بين نكستنا ألف نكبة
وفي الحزب ِ
والحربِ
والحبِ
والحبر ِ
غيمٌ بلا مطر ٍ
ليلُ هذي البلادُ بلا قمر ٍ
والمجاعة ُ تذرفُ دمعتها
والحقيقةُ تضحكُ خلفَ التلالْ
وريحُ المسرةِ ألفُ حرام ٍ حلالْ
مديحٌ لهذا الخرابُ, مديحْ
وحريةُ الروح ِ ضيّقةٌ
فوقَ سجني الفسيحْ
وكلَ الذي في سلال ِ أبي قبضُ ريحْ
وفي كلِّ أغنية ٍ ألفُ كذبة
تمجّدُ شعبي الجريحْ
وما بينَ ما لا يُرى
والذي ربما سيّرى ألفُ سبع ٍ عجافْ
ومما تخافْ!
فلو عادَ يوسفُ فالعودُ رهنُ اعتقالْ
وألفُ زليخة تبكي أفولَ الجمالْ
وفي دمعةِ العاشقات بنفسجةٌ
والشذا واقفٌ يتسوّلُ
في طرقاتِ الغمامْ
له الآن أن يتنزّل في الأغنية
وكيف الوصول لهذي الحقولْ
وهذا الترابُ بلا أقنية!
سلامٌ عليك بلادَ الزنازين والأقبية
أنا الآنَ لستُ أنا
وهذا الذي كانَ,ليسَ لنا
فرائسُ نحنُ, فرائسُ فاخرةٌ
فوق مائدةِ القادمين
لأرض العربْ
والفرائسُ تبكي دماً
وتعلّقُ دمعتها في قصائدِِها
الفريسةُ تمدحُ دمعةّ صائدِها
وتمدُّ أصابعها في الكمين ِ
تحسُّ الشِباكِ
فتطري ثراءِ فوائدِها
وتقولُ: بأن المذابحَ عرضٌ
وإمّا طلبْ
والفريسة تعرف أنّ الصراطَ هنا
عجبٌ في عجبْ
وإذا ما استقام, تكون الفخاخُ
وإنْ أخطأ الصيدُ تلعنُ شهوةَ حاسدِها
وتمجّدُ حُسنَ نوايا الفخاخ ِ
بأدعيةٍ وخُطبْ
عجبٌ في عجبْ
سلامٌ عليكِ بلادَ العربْ
أنا الآنَ لستُ أنا
وهذا الذي كانَ,ليسَ لنا
حرائقُ تبدأ إنْ قلتَ: لا
والمسدسُ يطلقُ إنْ قلتَ: لا
والبوراجُ في البحر ِ تقذفُ إنْ قلتَ: لا
والسفاراتُ في كلِّ عاصمة
ستهيجُ إذا قلتَ: لا
لا إله سوى الله, فلياتِ جيشُ الغزاة
حصارٌ من الماء ِ للماء, والوطنُ السجنُ
مفتاحهُ في حقيبةِ سيدتي كونداليزا
وبلهاء هذي الغواية…بلهاء
والآن تبدأُ من بسمةِ الموناليزا
وفي كلِّ شاشةِ تلفاز مذبحةٌ وهزيمة
وفي ضحكةِ الحاكم العربي رضى هامسٌ:
صدقتْ كونداليزا العظيمة
ولا شيءَ لي في بنودِ الجريمة
سوى:لا…..
الشاعر مازن دويكات