قطرات دمعك لن تعيد فقيدك
وصراخ طفل جرحه يدميكِ
أبناء أمتنا بكل تخاذل
ها أنت دامية وما نصروك
يا لنت ذا القدس العظيم تراثه
أمسى جحود القلب من أهليك
ما عاد يدهشني عوار سكونهم
لكن دهاني أنهم جعلوكِ
سببًا لما يجري لغزة حينما
قاومت مَن جاءوا ليجتثوكِ
من جذرك المغروس من بدء الأزل
وإلى فيافي اللاجئين رموكِ
لاموك أنت ولم يلوموا الظالم
فعَلا نضالُك فوق من لاموكِ
وعَلا صراخ الغرب يشجب ما جرى
والعُرب حتى بالكلام نسوكِ
سكبوا مروءتهم بغير روية
هانوا وما هنت كما ظنوكِ
فكتب للتاريخ سطرًا غامضًا
لن يفهم الآتون من واديكِ
هل كان ذا عصر البطولة إذ نرى
صبر النساء على الدم المسفوكِ
ونضال أبطال الرجال وما رأوا
في الموت إلا عزة فَفدوكِ
حتى الطفولة لم تفر من الردى
بل إنهم تحت الثرى سبقوكِ
أم أنه عصر الخنوع إذا انبرى
للهوى والغثيان مَن ظلموكِ
يبنون ريعًا للتفاهة يا لها
من سلة للعُرب إذ تركوكِ
كفي عن العبرات إن كانت لمَن
ترجين نصرتهم فقد خذلوكِ
وإلى السماء توجهي وتضرعي
فالله ناصرك بما يرضيكِ
وتكرمي بالعفو لا تدعي على
أبناء عُربٍ دعوة من فيكِ
فلربما عادوا لرشد بعد أن
تفنى غشاوتهم، وما يدريك!
فلعل جحفل خالد من بينهم
أخفاه ربي عله يأتيك
أو قد يعود صلاحنا بجيوشه
ليحرر الأقصى وذا يكفيكِ
الخير باق أخت غزة ربما
هبَّ النسيم بفرحة تنسيكِ
كل الهموم بنصرة يأتي بها
ملك مهيب أو فتى مملوكِ
لله أحكام تظل بعيدة
عن فهمنا المحدود للمتروكِ
فارضي بحكم صاغه الرحمن
ربك، إنه في النائبات يقيكِ
أوَلا ترينَ بأن صبرك منحةً
إمَّا انتصار في الدني يشفيكِ
أو للجنان مع الأحبة صحبةً
عن كل صعب هاهنا ينسيكِ
ولك السلام من الفقير العاجز
يا أخت غزة من هنا أهديكِ
من أرض مصر وكلنا من أرضها
نهدي السلام لكل من نصروك
القاص محمود حامد شلبي