قصّة قصيرة سجينة للكاتب عامر علي إبراهيم

ثورة الرّبيع أدخلتها الزنزانة قبل عقد و نيف حين طالبت بالحريّة..
اليوم جاؤوا، كسّروا أبواب السّجون وأخرجوا مع من أخرجوا طالبة القانون مع طفلها ذي السنوات الأربع .
توقّفت بالشّارع الفسيح المحاذي للبناية اللعينة تتأمّل الوجوه فلا ترى غير صور ارتسمت في خيالها… تشعر كما لو أنّها عجز نخل خاو ينتظر مصيرا مجهولا.
أكثر من متواجد بالمكان سأل:
إلى أين تريد أختنا الذّهاب بطفلها؟
هي لم تسمع كلامهم و لم ترد على من عرضوا عليها إيصالها إلى الوجهة التي تريد.
صغيرها سمع ، جذبها فانتبهت.
قال : أمّي قولي لهم أريد الذّهاب إلى حيث أبي.
جثت على ركبتيها .. ضمّته إلى صدرها بعنف.. سالت دموعها بغزارة… كيف ستقولها؟
من يكون منهم يا ترى؟
حين دخلت السّجن كانت طالبة القانون عذراء… الجلّادون داخله بالعشرات.
منذ اليوم بات الكون يترائى لها سجنا جديدا الكلّ فيه جلّاد.
تساءلت بمرارة : ما جدوى حريّة بهكذا ثمن..

الكاتب عامر علي إبراهيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *