لو سألوني أجيب

لو سألوني أجيب
وفي جوابي جواب
وفي جوابي أسئلة وبيان
ماذا أجيب؟
عن لحظة أم لحظات
عن مدينة أم أوطان
سأجيب عن أخبار بلغت مسمعي
وعن زهرات تجذرت في ربيعها
سأجيب عن نساء خلدهن التاريخ
وأمم تزاحمت على درب الحضور
كل الأجوبة تزاحم نفسها
تزاحمني سيرة بلقيسية
وزليخة خلف باب الانتظار
فهل الإجابات تشفي وطنها المكلوم؟
وهل تطبب النسمات جراحه الذي لم يندمل؟
لا زلت وذاك الصد
وذاك المتسول
يلقي سهامه المعقوفة ولا يلقي لها صلاحا
فهل تصيب عند تبويب الإجابة؟
ما بال الإجابات تهجر قواميسها!
وما بال السطور تقترب من حافة الهذيان!
لو سألوني أجيب عن ذاتي
عهدي مع الصبر تجاوز حده
وعهدي أن أكون حرفي الذي أصون
بلغت من عمري سنينا
وعمري مع التعداد يزيد أو يهون
علاي مع الأعالي يزداد أدراچا
وعلاي مع النجوم يبلغ السماك
لو سألوني عن وطن أجيب
صوبوا عليه من السماء حمم غدرهم
ومن كل الأبعاد زادوا عليه السعير
سأجيب
عساه الحرف يصدق عني
ويبلغ المعنى أسمى الأماني


الشاعر محمود قباجة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *