ليبيا قارة وحراسها أسود ل د. عبد المنصف المنصوري

نحن قارة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فمساحات ليبيا الشاسعة وتنوع تضاريسها ومناخها وأقاليمها، إضافةً إلى موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط العالم بأطول ساحل على المتوسط، يجعلها تطل على أوروبا، تزخر بثروات بحرية وجوفية وبرية هائلة. وما يفعله غيرنا من تدمير بلادهم وتقويض وحدتهم لا يليق بنا. فليبيا لها تاريخ حافل بالأمجاد والتضحيات، وكنا دائماً على قلب رجل واحد، هزمنا أعداءنا وأذقناهم مرارة الهزيمة والخذلان.

لقد علّمنا التاريخ أن الوحدة هي السلاح الأقوى، فبتكاتفنا استطعنا أن نواجه الصعاب وننتصر. كيف لا ونحن نمتلك أرضًا تمتاز بموقعها الجغرافي الفريد وثرواتها الطبيعية التي لا تعد ولا تحصى؟ في كل ركن من أركان ليبيا، هناك حكاية عن الشجاعة والصمود، هناك إرثٌ من النضال لا ينسى.

عندما ننظر إلى البحر الأبيض المتوسط ونرى سواحله الممتدة أمامنا، ندرك أننا بوابة إفريقيا إلى أوروبا، وأننا نملك مفاتيح الحضارة والازدهار. هذا الموقع الجغرافي لم يكن نعمة فقط، بل كان مسؤولية أيضاً، مسؤولية أن نحافظ على أرضنا، وأن نعمل معًا لأجل مستقبل أفضل.

فلنعمل على بناء ليبيا الحديثة، متكاتفين ومتحدين، مستفيدين من تاريخنا العريق وثرواتنا الوفيرة. لنكن كما كنا دائمًا، على قلب رجل واحد، قادرين على مواجهة كل التحديات والانتصار عليها.

حينما تهب الرياح العاتية، وتقسو الظروف، نقف صامدين كشموخ جبالنا، ونتحدى الأمواج الهائجة بعزيمة رمال صحرائنا. نحن الليبيون، وطنيون بالفطرة، نحمل على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على وحدة بلادنا وحمايتها من كل سوء.

ليبيا ليست مجرد قطعة أرض، بل هي قارة تحمل في طياتها حضارة عريقة، وتاريخ مجيد، ومستقبل واعد. فلنعمل معًا، ويداً بيد، لنحافظ على أمجادنا، ونبني مستقبلاً يليق بأجيالنا القادمة. نحن حراس ليبيا، وأسدها الذي لا يهاب.

د. عبد المنصف المنصوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *