كان يمتد قاسيا
هو ليل الغربة
يلوك الصمت
فوق القمم البعيدة
الجرداء
ويحطم الأحلام الوردية
بينما هي تهجع
في ثنايا سعف النخيل
كان يتربع على الفراغ
ويعلن نفسه سيدا
وفي عناد مستميت
كما هو شأن الأشاوس
في جبهات القتال
يسكب على الأهالي
شلالات من القُبَلٕ
والأفراح الطفولية
ويجعل الطل يلثم الأعشاب البرية
ويغسل وجه الحصى
فيعبق المكان
بأريج الحناء
وبرائحة أشجار اللوز المزهرة
نُدَفا من ثلج
والفضاء على رحابته
يركب آلة الزمن
ويبدع لوحات
لم تنسج من قبل
في معبد رسام متمرس
أخطأ لعبة الألوان
وفضل أن يمضي
كما تمضي الإجازات الصيفية
بينما الليل
ذلك البهيم
ظل يتربص بنظرات جامدة
من خلف الآكام
القرمزية
ويبتسم بمكر
في وجه صباح سافر
شوه سكونه
الكاتب رشيد رديف