القهوة هذا المشروب الذي يتغنى به العرب ،ويقدمونه بطقوس مميزة ،أباريق وفناجين بمختلف الأحجام والألوان ،يقدمون فيها هذا المشروب الذي يهدئ مزاج الغاضبين ويقهر نعاس الساهرين
لكن كيف وصل هذا المشروب الى بلاد العرب المسلمين ؟
تقول المصادر أن كلمة (القهوة) كانت قبل ظهور البن بقرنين من الزمان وكانت تطلق على الخمر ،حسب ما جاء في لسان العرب لابن منظور ،سميت كذلك لأنها تقهي شاربها عن الطعام ،اي تضعف شهيته نحوه..
لكن الدراسات العلمية تؤكد أن شرب الخمر يزيد من شهية الإنسان نحو الطعام ..
وفي المقابل ستجد أن جل الدراسات التي قام بها الباحثون عن فوائد القهوة (البن) تقول أنها عنصر مهم في كبح الشهية نحو الطعام ،خصوصا إذا تم شربها قبل الوجبة بساعات ..
هل سنصدق الآن لسان العرب أم الأبحاث العلمية والتجارب المعاشة!
لنقم بتحليل بسيط لهذا الإشكال، ونقوم بطرح السؤال التالي : هل استعمل العرب القهوة(البن) لتقليل شهيتهم للخمر ،ومع الوقت أصبحت المشروب الرسمي الذي عوض احتياجهم للخمر !؟
لذلك ربطه بن منظور بالخمر..
هل يمكننا أن نستنتج أن العصر الأموي والعباسي الذي ظهر فيه مفهوم القهوة ،هو نفس العصر الذي قنن فيه شرب الخمور من قبل المسلمين ،وتوجهوا نحو التحريم التام لتلك المادة..
كما تعلمون كان العرب قديما يقدمون النبيذ كنوع من أنواع حسن الضيافة والكرم ،وأظن أن الكرم مستمر الى يومنا هذا ،لكن بمادة جديدة لها نفس مفعول الإنتشاء واللذة ،تشرب جمعا وفرادى ،خاصة بالشخص الكبير ممنوعة على الصغير ..وهذا الأمر يدعوا للريبة والشك ،فلا يوجد أي دراسة تقول ان شرب القهوة للصغار خطر على نموهم الطبيعي، هل هذا الحرص على منع الأطفال من شربها نابع من الفهم القديم للقهوة (الخمر التي تقهي) أم أنها مجرب مصادفة ..
في الأخير مازال هناك الكثير من اللبس في هذا الموضوع ،خصوصا عندما يتعلق الأمر بمصطلح تجاوز عصره وبيئته وصولا إلينا.
الكاتبة سلوى ادريسي والي