محمود شقير والقصة القصيرة جدا : ل أ. د. عادل الاسطة

في مقال مبكر لي عنوانه ” محمود شقير وقصتنا القصيرة ” ( ١٩٩٧ ) أتيت على كتابته القصة القصيرة جدا متوقفا أمام مجموعتيه ” طقوس للمرأة الشقية ” و ” ورد لدماء الأنبياء / صمت النوافذ ” وكنت أول من كتب عن خصائص القصة القصيرة بشكل عام معتمدا على دراسة ل ( Hagen Meyerhoff ) التي ظهرت في كتاب ” أشكال الأدب ” الصادر في ( شتوتجارت ) في ألمانيا في العام ١٩٨١ ، الكتاب الذي أعده ( Otto Knorich ) وأوردت خصائص القصة القصيرة جدا كما يراها .
وأنا أقرأ في كتاب محمود شقير ” أنا والكتابة ” ( ٢٠٢٣ ) قرأت تنظيرا مستفيضا لهذا الفن اعتمد على تجربة الكاتب وما قرأه أيضا ، بخاصة أنه أصدر سبع مجموعات من هذا اللون – أي القصة القصيرة جدا .
لكن أكثر ما لفت نظري في كتابة القاص عن ابتعاده عن كتابة القصة القصيرة ونزوعه لكتابة القصة القصيرة جدا هو قوله :
” كان المكان الأول الذي شكل أرضية قصصي الأولى وتلونت قصصي بألوانه يبتعد وينأى ، وكنت أشعر بأن ثمة مشاعر ورؤى في داخلي ، وانطباعات عن الوطن وعن العالم ، تتحفز لتتشكل على نحو جديد ” .
أتت الفقرة السابقة اللافتة بعد فقرة أخرى هي :
” نشرت حتى الآن سبع مجموعات قصصية تنتمي إلى القصة القصيرة جدا . وسأذكر أن حقبة الثمانينيات من القرن العشرين ، التي شهدت بداية اهتمامي بكتابة القصة القصيرة جدا كانت مربكة بسبب ما شهدته من انكسارات في المشهد الفلسطيني والعربي والعالمي ، وآلذاك صرت أشعر بملل من السرد الذي يصف المشهد بإسهاب ، لأن المشهد نفسه مؤلم شديد السواد ، وصرت أشعر بأن إيقاع الزمن لم يعد هو الإيقاع السابق نفسه . ثمة حاجة لمشهد سريع الإيقاع وكنت انذاك على وشك أن أدخل في مزيد من تفاصيل النفي والتشرد والتنقل في مدن عديدة عربية وأجنبية ” .
أعتقد أن كتاب محمود شقير هذا من الكتب المهمة جدا في أثناء دراسة الأجناس الأدبية صعودها وهبوطها في تجربة كاتب ، فهو كتب نصوصا أدبية تنوعت أشكالها .
عندما سألت توفيق فياض :

  • لماذا لم تعد بعد خروجك من الأرض المحتلة تواصل كتابة القصة القصيرة ، وما كتبته منها وأنت في بيروت يمت بصلة للأرض المحتلة ؟
    أجابني أيضا بأن افتقاده مكانه الأول الحميم سبب في ذلك .

أ. د. عادل الاسطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *