مخرز المقاومة سيقتلع  عين الشيطان الأكبر للكاتب والباحث نبيل نوفل

الكل يعلم أن من  عمل على صناعة الكيان الصهيوني في فلسطين الدول الغربية وعلى رأسها الإمبريالية العالمية والمتمثلة ببريطانيا وفرنسا وأمريكا ،وبعد إقامته تكفلت التلمودية الأمريكية برعايته ودعمه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً ليكون أداة للسيطرة والسطو على ثروات أبناء المنطقة واتضح ذلك في نتائج  مؤتمر كامبل 1907 الذي حدد الخطوط العامة في إقامة حاجز يفصل شرقي الوطن العربي عن مغربه ،أي منع الوحدة العربية  والعمل على تفتيت البلدان إلى كيانات هزيلة وخلق أنظمة تابعة عميلة لها لتعمل حارسة للمصالح الغربية وأداة قمع على شعوبها .واستطاعت القوى الإمبريالية تحقيق الكثير من أهدافها،وحقق الكيان بعض الانتصارات منذ 1948 واحتل أجزاء جديدة من الأراضي العربية. ولا يخفى على المتابع النشأة المتشايهة للكيان الصهيوني ولإمبراطورية الشيطان الأكبر في أمريكا فكلاهما قاما على القتل والاغتصاب وتشريد الشعوب والإحلال محلها ضاربين بعرض الحائط بكل القيم الإنسانية والأخلاقية،فكلاهما قاما بالإرهاب ويستمران بالإرهاب.

ومنذ العام 1973 بدأ زمن جديد في السادس من تشرين الأول في حرب تشرين التحريرية التي أسقطت نظرية الجيش الذي لا يقهر،وفي العام 1982م ولدت المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله بدعم من سورية وتعزز هذا الدعم للمقاومة بعد قيام الثورة الإسلامية عام 1979م وخاضت المقاومة معارك ومواجهات مهمة مع العدو المدعوم من قوى الاستكبار العالمي بقيادة واشنطن التي تشارك مباشرة في القتال والعدوان ضد شعوب المنطقة والمقاومة واستطاعت المقاومة تحرير الجنوب اللبناني في 25 أيار عام 2000م وخاضت حرب تموز وانتصرت وأفشلت  العدوان عام 2006م  وشاركت في التصدي لكل الحروب التي شنها العدو على لبنان وأفشلتها وحافظت على لبنان وساهمت في مواجهة العدوان والحرب الإرهابية على سورية منذ العام 2011 وبقيت سورية قلعة المقاومة حصناً شامخاً في وجه قوى الإمبريالية العالمية  وركن أساسي في محور المقاومة الذي يمتد من طهران إلى العراق واليمن ولبنان وفلسطين.ومنذ 7 تشرين الأول 2023 وقفت المقاومة ضد الكيان الصهيوني الذي يشن حرب إبادة على أهلنا في غزة وساندت  ملحمة طوفان الأقصى التي يشنها المقاومون في غزة ضد الاحتلال وقوى إمبراطورية الشر الكبرى وحققت انتصارات مهمة يأتي في مقدمها:إفشال أهداف العدوان في القضاء على المقاومة في غزة ،حيث رفعت شعار ممنوع القضاء على المقاومة في غزة وفلسطين فبالرغم من حرب الإبادة وتقديم عشرات الآلاف من الشهداء بقي شعبنا في غزة صامداً خلف مقاومته وازدادت المقاومة وقدمت  إبداع في المواجهة وفنون القتال ولم تستطع قوى العدوان تهجير أهل غزة وازدادوا تمسكاً وثباتاً في أرضهم بل الذي بدأ الهجرة المعاكسة هم الصهاينة الذين بدؤوا الفرار من الشمال  وبعضهم غادر الكيان ودبت الخلافات بين صفوف المجتمع وأركان الحكومة الإرهابية وخسر الكيان خسائر كبيرة في الاقتصاد  وبدأ البعض يعارض الخدمة في جيش الاحتلال،وخسر الكيان المئات من جنوده وضباطه ووقع عدد كبير منهم في الأسر، وكذلك حال الشيطان الأكبر الذي يعاني أزمات مركبة وتمييز عنصري وتهديد بالحرب الأهلية وغير ذلك الكثير.وأثبتت المقاومة براعة في المواجهة من خلال وحدة الساحات وتكاملها فما قامت به المقاومة اليمنية من السيطرة على الملاحة في البحر الأحمر ومنه السفن الذاهبة للكيان إلى ما تقوم به المقاومة العراقية وبعض الفصائل الفلسطينية إلى الدور العظيم لحزب الله في مشاغلة العدو بشكل يومي حيث  خصص العدو أكثر من ثلث قواته لمواجهة حزب الله ،الذي بات اليوم قوة كبيرة يحسب لها ألف حساب وتستعد لتوجيه ضربات ثأرية  بعد اغتيال الشهيد  فؤاد الشكر والجمهورية الإسلامية الإيرانية العمود الفقري لمحور المقاومة  التي باتت قوة عظمى بما تملكه من تقانة عالية في الصواريخ والطائرات المسيرة  التي ستوجه ضربة مزلزلة للعدو بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران على يد الكيان الصهيوني بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية فأصبح الكيان في وضع  صعب هرعت واشنطن لنجدته من خلال الضغط على محور المقاومة بعدم الرد أو  التخفيف منه وأرسلت حاملات الطائرات والمدمرات دعماً لهذا الكيان  الذي ترى في سقوطه  خسارة كبرى لها ستؤدي إلى رحيل إمبراطورية الشر الأمريكية من المنطقة وتخلي أتباعها عنها وذهابهم إلى قوى أخرى مثل الصين وروسيا،وتعتبر أمريكا خسارة الكيان خسارة لها أمام روسيا والصين

لقد أعلنت إيران أن الحرب مفتوحة والحساب مفتوح مع امريكا وكلب حراستها منذ اغتيال الشهيد قام سليماني وأعلنت أن الثمن سيكون خروج أمريكا  من المنطقة وسيخرج جنودها حتماً أما بالتوابيت أو أحياء وهذا متوقف على الإدارة الأمريكية  ولقد بنت إيران محور المقاومة الذي أضحى قوة يحسب لها الف حساب مخرزاً سيقلع عين الشيطان الأمريكي وهي مصممة خاصة بعد اغتيال إسماعيل هنية ضيف إيران وأعلنت أنها حمالة دمه وهي ستثأر حتماً

لقد تغير الدور الوظيفي للكيان الصهيوني من حارس للمصالح الغربية والأمريكية وقوة ضاربة ضد حركة التحرر  في المنطقة إلى كيان يحتاج الدعم لكي يستمر في البقاء فأصبح عبئاً على صانعيه مما سينعكس على  استمراره في المستقبل مع صعود القوى الدولية الجديدة والنظام العالمي الجديد .

لقد أثبتت المقاومة في غزة إنها قوية ولا تتأثر باستشهاد أحد قادتها  أو بعضهم  فقد أضحت مدرسة شعبية تخرج الآلاف من المناضلين الشرفاء الأبطال فها هي تختار يحي السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس  وهو القائد الميداني الذي لقن العدو دروساً قاسية.

لقد أثبتت المقاومة أن سلاح الشهادة وامتلاك إرادة الفداء والتضحية أقوى من كل التكنولوجيا المتطورة التي تملكها قوى العدوان الإمبريالي الصهيوني.

إن المعركة قادمة مع هذا الكيان والرد آت لا محال وقد لا ينهي هذا الكيان ولكنه يؤسس للمعركة الكبرى التي ستزيل هذه الغدة السرطانية من المنطقة ويعود الحق لأصحابه وسترحل إمبراطورية الشر الأمريكية من المنطقة التي  ستنهار بسبب سياسة الغطرسة فكما الإمبراطوريات الاستعمارية سقطت ستسقط إمبراطورية الشر التلموية اليوم  .والنصر سيكون للمقاومة ومحورها، وكما أعلن سيد المقاومة  الرد آت والحساب مفتوح وعلى الصهاينة أن يضحكوا اليوم  لأنهم سيبكون كثيراً مهما عربدت حاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية والبريطانية وستصبح المنطقة مقبرة للغزاة الجدد كما كانت على مر السنين.وسيعلو صوت الحق وينهزم الباطل وتقتلع عين الشيطان  ويرحل من المنطقة.

الكاتب والباحث نبيل نوفل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *