في حلم من الأحلام جاءني في المنام شيخ من الشيوخ القصاصين وقال
اسمع مني هذه الحكاية حتى تكون للناس فيها عبرة وآية
فقلت له وأنا لك من السامعين
فتنحنح وقال: يحكى أنه في قديم الزمان كان في بلاد الإفرنج في إحدى القرى من قرى الرومان حمار في هيئة إنسان، وقد تزوج عكرشة، ولأنه حمار كان يظنها أتانا، وبينما هو يسرح ويمرح بين السهول والوديان، تعثر بجرة مختومة ففتحها فوجدها مليئة بالذهب واللآلئ والجمان، وأصناف أخرى لم يعرف لها اسم حتى الآن، فحملها وهو فرحان إلى زوجته العكرشة… آ أقصد الأتان
فقالت له: ماهذا أيها الحمار؟ آ، أقصد الإنسان.
فقال لها: افتحيها. ففتحتها، فغطت عينيها من شدة اللمعان فنظر إليها وقال:
إنها هبة من الرحمان، وقد من بها علينا الله، فهو اللطيف المنان، وإن الفقر لن يعرف لنا طريقا أو مكانا بعد الآن، وبما أنها عكرشة، وليست أتانا، قالت له:
بما أنك حمار، أخاف أن تنهق بهذه الأخبار في كل مكان، وفوق كل هذا فأنت حمار مقامر، سأحفظها أنا في مكان لن تصل إليه يد إنسان، وإن لي إخوة يفهمون في تصريف الذهب والمعادن فهز، أسه الحمار، وفرح بهذا القرار، فلفت العكرشة تلك الجرة في خمار، واتخذت قرارا بألا تعود إلى هذه الدار تعني بذلك دار الحمار وذهبت صوب دار إخوتها وأبيها الشطار، فحكت لهم ما كان من أمر الجرة والحمار، ففرحوا بها وبذلك القرار، وضحكوا من غباء ذلك الحمار، ومازال ذلك الحمار يدور في الأسواق ويحدث التجار بأنه سيصبح يوما ما شهبندر التجار، فيضحك الناس وباقي التجار، فيبدأ في النهيق والرفس والعض دونما اعتبار، ويطلب من الجميع الاعتذار، وبقي الحمار ينتظر ان ترجع إليه الجرة والأتان، حتى أصبح في خبر كان، وأصبح أضحوكة في كل زمان ومكان
للكاتب مصطفى مسلم