موجٌ ومقعد .. للأديب: عمر حمش

ها أتت تقذفك الخيام، يا مَلِكا هدَمت الحربُ عرشه، وأتى يتخيرُ مقعدَ خشبٍ مهتريءٍ، لجانبه دكّةُ تلميذٍ جانبية.
وترمقُ البحرَ القديم، وهو يتطوى على توقيتِ الخلود، ويهدرُ، والهديرُ كلام ..
يصلك الموجُ؛ ليقول:
مقعدك مسروق.
ويصرخُ قلبُك:
يا للصوص المدارس
وتحاولُ أن تستكين ..
هو بحرُك منذ حبوتَ على تربةِ الله، من بعد أوّل نزوحٍ لأبيك، وقد هجّرته قذائفُ النكبة الأولى، وجئته أنت؛ تصعد تلاله، وتهوي كمكتشف ساقيك، والدنيا، وتضيع دوما، ليُبرزَ خالَك رأسُ تلّة، ذاك خالك الذي راح الآن إلى الله ..
مقعدُك كان لتلميذ.
يقولُ الموجُ.
وتقولُ أنت:
وأين التلميذ؟
أببدنٍ متكاملٍ، أم قطّعته القذائفُ لقيماتٍ للكلاب.
ترغب في الهرولةِ بين الجموع، ويلدغك المقعدُ من خلفِك؛ فتقوم .. تدلفُ إلى خيمتك، لكنّك من بين الشقوقِ تراه .. مقعدك ذاك، أم مقعدُ التلميذ الذي كان، على الشاطئ تراه؛ لتمتثل فوقه جثّة، ثمّ تتقلّب، تارةً لتلميذٍ انحنى على الدكّة، وأخرى جثتك، ويشهقُ البحرُ كثيرا، ويشهقُ أكثر صدرُك.

الأديب عمر حمش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *