الأول: الاستعمار، دمر وطني، دمر أرضي، دمر أجيالًا وأجيالًا.
الثاني: وكيف نواجه الاستعمار؟ الإسبان أكثر عددًا، أقوى عدة. انظر إلى أسلحتهم المتطورة. انظر إلى طائراتهم الحربية صواريخهم دباباتهم. انظر انظر.
الأول: كفى كفي. أعرف أنهم يفوقننا قوة وعدة وعددًا وعتادًا. ولكننا نملك سلاحًا أقوى وأشد.
الثاني: نملك سلاحً؟! ههه نحن؟ ههه ههه
الأول: ألا تصدقني؟ نهم عندنا سلاح لا يقهر. لا يهزم صاحبه.
الثاني: أي سلاح هذا الذي تتحدث عنه. ونحن دولة فقيرة دولة محتلة خيراتنا منهوبة اقتصادنا يا ويلنا.. ليس هناك اقتصاد. كل الدول من حولنا تقدمت ونحن كما ترى. أمة محتلة أمة بائسة. يا ويلنا يا ويلنا.
الأول: دع عنك النواح يا صاح. إن لدينا سلاحًا لا يقاوم أبدًا.
الثاني: هل أنت جاد؟ هل نملك بالفعل سلاحًا؟ سلاحًا نحارب به؟
الأول: نعم، نملك سلاحًا ونستطيع أن نحارب به، وأن نطرد المحتل من أرضننا.
الثاني: أين هذا السلاح؟ ولماذا لم نستخدمه بعد؟ لماذا لم نحارب به بعد؟ لماذا لم ندحض به الإسبان، ونطردهم من أرضنا؟
الأول: لأننا لم نستخدم السلاح بعد.
الثاني: أتهزأ بي؟ أيكون عندنا السلاح الذي نحقق به النصر ولا نستخدمه؟
الأول: هذا هو الواقع للأسف. إننا نملك السلاح ولكننا لم نستخدمه بعد.
الثاني: ما هذا السلاح بربك؟
الأول: سلاح العلم سلاح القرآن.
الثاني: العلم؟ القرآن؟ سلاح العلم؟ سلاح القرآن؟ لست أفهم.
الأول: سأشرح لك: نحن أمة لا تنتصر إلا عندما تتمسك بدينها بقرآنها فلنوقظ النوام عن صلاة الفجر، ولنرد الناس إلى المساجد، ولنفتح الكتاتيب لتحفيظ أطفالنا وبناتنا كتاب الله، ولنحدث ثورة.
الثاني: نحدث ثورة؟؟
الأول: نعم، ثورة، ولكنها ثورة سلمية. دعا إليها الملك حسن الثاني. سنحرر وطننا يا صديقي.
الثاني: نحرره بدون سلاح وبدون حرب؟
الأول: نعم، لأن سلاحنا هو العلم هو القرآن. هو هذا الشعب الذي رجع لربه وعرف دينه هو هؤلاء الأطفال الذي يتلون كتاب الله عن ظهر قلب. لقد ملكنا السلاح الذي نحارب به المحتل ونستعيد به كرامتنا وعزتنا.
الثاني: وكيف ستكون مسيرتنا؟
الأول: ستكون مسيرتنا سلمية، سيقودنا القرآن. سيقودنا العلم.
الثاني: إذن فهي مسيرة خضراء.
الأول: نعم، وسيذكر العالم أننا شعب حررنا وطننا بلا سلاح وبلا حرب.
الثاني: حررنا وطننا عندما رجعنا لديننا وتمسكنا بقرآننا.
الاثنان معا: مسيرتنا خضراء مسيرتنا خضراء مسيرتنا خضراء مسيرتنا خضراء مسيرتنا خضراء
ستار
د. سعيد محمد المنزلاوي