يطل علينا الكابينت الاسرائيلي بتصوير فيلم هوليودي من خلاله يُصدّر للمجتمع الإسرائيلي نصر مزيف بعد ٧٣ يوما من العدوان الفاشي على قطاع غزة ، متجاهلا أن مثل هذا الاعلان يمثل صفعة قوية إلى أجهزته العسكرية وأذرعها الاستخباراتية !!
فلماذا يعتبر هذا النفق أداة هزيمة وليست أداة نصر؟
يمثل هذا النفق ضربة قوية إلى ما تسمى بمنظومة الجيش التكنولوجية وخاصة تلك التي تروجها حول العالم وتعتبر أداة اقتصادية للكيان.
كم هو الزمن الذي استغرق لصناعة هذا النفق ممتدًا من جباليا إلى حاجز أيرز العسكري في حين غاب الاحتلال عنها أو بالأحرى كان في سبات عميق ودمر منظومة الجيش الذي لا يقهر !.
وأفشل روايته وإعلامه الذي دائما يروج أنه قادر على الحصول على كل شيء وكل ما هو مخفي عنه.
وحسب الروايات العسكرية يقال تم اكتشافه قبل أيام كثيرة ولكن حاول الاحتلال ان يصل من خلاله إلى الوصول لأنفاق أخرى أو شخصيات مهمة لكنه وجد نفسه وحيدًا داخل نفق منفرد ، فأعلن عنه تحت مبدأ صناعة نصر مزيف.
اذا كانت المقاومة الفلسطينية لديها هذه القوة والمقدرات لإنشاء نفق لخدمة هدف واحد ومع ذلك فقد أُعد بطريقة محترفة ، فكيف بالأنفاق الاستراتيجية والتي تستخدم لأهداف متنوعة كمساكن للقيادات واحتجاز الأسرى وأماكن التصنيع وغرفة الاعلام الحربي ، إذن نحن أمام تحصينات قوية ومتطورة لم يدركها العقل الصهيوني لغاية اليوم.
اسقاط فكرة إغراق الانفاق ، فأي إمداد مائي لإغراق اي نفق فهو لا يحقق إنهيار الانفاق جميعها ؛ ولا يخدم هدف الاجتثاث الكلي للمقاومة
ترويج الكابينت لاكتشاف النفق وكأنه كان هدف من أهداف العدوان على غزة ، هذا بحد ذاته يبرز أنه لغاية اليوم الاحتلال لم يحقق أدنى هدف من أهدافه المرصودة على قطاع غزة
الرد السريع من المقاومة الفلسطينية على اكتشاف النفق ، وكشف أنه كان ممر العبور على غلاف غزة ومن خلاله تم أخذ الأسرى وانتهت مهمته كانت تمثل الصفعة الثانية للاحتلال وكانت رسالة قوية مفادها انكم تحصلون على أمور انتهينا من استخدامها .
فكم ستنجح اسرائيل في استرجاع المستوطنين للعيش داخل الغلاف تحت تهديد وجود انفاق تحت الارض ، هل سيعودون ام سيذهبون الى خارج اسراىيل بحثا عن الأمان والعيش دون تهديد على الحياة !! إذن بالفعل اكتشاف النفق حقق هدف استراتيجي للمقاومة وهو التهديد المستمر على أن غلاف غزة لن يكون آمن بعد اليوم ، ومن صنع نفق قادر على صناعة انفاق ومن قام بالاعداد قادر على تكرارها ، ومن دمر الاحتلال بيته وقتل أطفاله لن ينسى هذه الحوادث وسيعود منتقما عاجلا ام آجلا ، ويعرف الاحتلال عقلية الفلسطيني حينما يؤذى في أطفاله وبيته فهو الوحيد الذي لا ينسى وما يزال في حالة صدام وثأر منذ ٧٥ عاما !!؟
د. سناء زكارنة