النقد عمل نبيل عندما يعطي الناقد وقته واهتمامه لقراءة نص معين بكل نزاهة، فيقف على العثرات يصقلها وعلى مواطن الإجادة يثمنها، فيكون بذلك قد ساهم في رفعة الأدب و بناء قيمة أدبية.
متى يكون البناء النقدي هداما؟
عندما لا يفصل الناقد بين النص والشخص الكاتب، عندما يكون عمله منصبا فقط على رصد السلبي، و تهميش الإيجابي، ذاك المعول المحبر يهدم النص والكاتب فيترك الميدان وكان من الأجدر تقديم تصويبات، و آليات عمل قويم تثري و تزدهر معها باكورات الإنتاج، فيكون وقتها النقد فنا وصنعة وأخلاقا.
هل يترك الناقد بصمته في مسيرة الأديب؟
نعم بالتأكيد، فمهما كان الناقد قاسيا مع المبدع يكون أثر ذلك منعكسا على النص ، كأثر المعلم على المتعلم في المدارس، وكم من مبدع تلتمس في نصه أثر دروس ناقد معين أو مدرسة نقدية معينة حديثة أو قديمة وما يعيشه الأدب من تحول إلا تأثرا بالنقد والمدارس النقدية ولا زال هذا المجال يقبل التطوير والتغيير كلما تغير المماريات و التجاذبات، وأكبر دليل على ذلك ظهور مدرسة القوى الناعمة مع أستاذنا محمد البنا أو البنى المعرفية التي اختص بها أستاذنا سليمان جمعة أو التأويلات النفسية والفلسفية المدمجة بالرؤى الدينية كما لامسناها مع شيخنا الجليل أحمد طنطاوي….
فهل يحتاج كل نص للنقد حتى يعترف بجودته أم يبقى النص حرا طليقا في منأى عن ذاك الفن؟
الكاتبة سيدة بن جازية