أبكيكَ بالحرفِ أمْ أبكيكَ كالديَمِ
فالهمّ أعظمُ منْ وصفي ومن قَلمي
يامنْ تسامى إلى عليائهِ قمرًا
ماضرّ لو نوّرت أضواؤه سُدُمِي
أهمي على ضوئكَ اللألاءِ باكيةً
كالأمّ غابَ ابنها ردحًا فلم تنمِ
أفنيتُ عمري فداكَ العمر ياوطنًا
أضمُّ فيه شتاتي كي أرى حُلمي
أعطاكَ ربّي نقاءً كنت ألثمهُ
فصارَ فيَّ نقاءً منك في ألمي
هبْ لي فتاتكَ كم أرضى به أملاً
ياشاعرًا باتَ لا يرعى شعور دمي
ياشاعرًا كان يدمي نزفَ أحرفه
فيَّ الجراح كما يدمي الكلامُ فمي
قد قلتَ يومًا بأنّ الحبَّ عاصفةٌ
وأننا الآن نهمي في ذرى القممِ
وانّما الحبّ مرساةٌ لمركبنا
من بعدِ مالاعبت أمواجهُ عدمي
وأنّك المنقذُ الموعود من غرقي
كانت ذراعاك تثري لي عرى هممي
ياشاعرًا ليتني أفضي الشعور له
كما أَفيضُ على أبوابه ندمي
الحبّ أن تمنح الأرواحَ بغيتها
كما الزهور إذا أهملْتَ لم تدمِ
الشاعرة فاتن حيدر