هل يبطل صومي؟
ونذرتُ لرب الكون صيامًا،
أحملُ أيامي
يتداعى خطوي،
ظهري نخلةُ غيمٍ هزتها
غِيرٌ وسمومْ
والقوم إزائي يستفتونْ
: هل حربُك بنتُ النسيانْ
هل أمكِ وجه الإنسانْ
هل نخلك ظلُ البنيانْ
ونذرتُ صيامًا لم أنطقْ
أتأملُ طفلي… لم ينطقْ
لم يخبرْ قوم الفتنةِ عن ميقات القمح المعلوم
أمشي وأمنِّي نفسي
لو تعطيني من رطب الأضواءِ،
أحدّقُ حولي، أصعدُ من طيني
لأراني
لم أشبهْ يومي
لم يشبه غدُنا ماضينا المقسومْ
ونذرت صيامًا!
والنخلة تسَّاقط حولي من حممٍ،
فصواريخ تهوي
والقومُ هنالك أعجازٌ
من نخلٍ خاويةٌ،
والفتنةُ صرعى!
لا شيءَ سيدركُ بالعقل ولا بالقلبِ ولا بالنظر المرقومْ
ورأيتُ مرارةَ حتفي،
قد وصل الكبريتُ لحلقي،
حين تقطرَ في روحي وجعُ الماءِ بلا قصدٍ،
وابتعلتْ نفسي جمر الغاراتِ بلا قصدٍ،
وتخثَّر في رئتي بركانُ الموت المحمومْ
هل يبطلُ صومي حين
يُعبّأ ثغري بالرمل الممزوجِ
برائحة البارودِ،
وحين تغرغرُ روحي من طعمِ التربةِ منقوعًا بالدمِّ،
أيبطلُ صومي لو وصلت
قنبلةُ/ رائحةُ الموتِ الحلقومْ
الشاعرة مريم قوش