ذكرياتٌ تمضي مثل الطيور ،
تحلق في السماء
في شكلٍ كالكلمات ،
في ظل ذاكرةٍ واضحة.
هنا من أول الرحلة القادمة.
ما الذي جئت تحمله في يدك :
زهرة أم صوت عصفور
يطير في سماء داكنة أم حقيبة السفر المعدة للرحيل
أم ذاكرة مغطاة بنمل وذباب ؟؟
أبصرْ رحيق الزهور.
يا أنت الذي يصطاد في الليل ،
ماذا تقول؟
مهلاً!
الصباح ينجلي
ماذا ترى؟
طاولة الرمل ، أم
زرقة الشارع ؟؟
أين المدينة؟؟
كم ابتعدت أصابعي عن الزهور ؟
أهيئ نفسي لما لا أدري
إلى أين أنت ذاهب دوني؟
لجحيم الحياة ؟!
هل كانت مدينة من تحب؟
مقهى ،
طاولة ،
نادلا
يأتي بالمشروبات الساخنة
هل هي مدينتك؟
لا تقل وداعًا وتبتعدْ ،
لا تقل
وداعًا ،
ابتعد لتصفو لي الحياة
ابتعد لأسير في طريقي الطويل
لأرسم زهرةً وبستانا.
وداعًا
ما أجمل الحياة دونك !
لا حديقة سوف تطفو ،
صوت العصفور والأشجار
ذاكرة مليئة بالصور والكلمات
التي تُنسى.
لا ذاكرة بعد الآن
ولا ندم.
لا أخاف عليك ..فإن أمامك
دربَ السلامة ،
ودرب الندامة
أيهما سوف تسلك يا صاحُ ،
أصيح : حذارِ !
حذار من بسمة الحية !
من ذا ينام على ظهر الحوت
ويبقى ؟؟
من الذي يعلق ذئبًا هاربًا
غداراً يحملق في سماء عالية
دون جدوى ..بلا أمل
في أي شيء
وكل شيء.. وداعًا
د. لطيفة حسيب القاضي