وصايا للشاعر إدريس سراج

وصايا

ھذھ وصاياي ,

أتركها فيكم .

فلا تعبثوا بالذكريات .

و لا تحطموا إطارات الصور .

القوھا طعما للريح .

قد يصل صداھا ,

مسمع الروح .

أنصفوا حروفي ,

و لا تحرقوھا .

القوھا في أول غدير

تصادفوه .

قد تنعش رفاتي القلقة .

و لا تكسروا أقلامي .

و انثروھا في المدى .

قد تخط نجوما أخرى .

و قد تمسي غابات أخرى ,

يمرح بھا العاشقون

المجھولون .

و مجانين الحروف

و الصور .

أنا الشاھد الشھيد .

أضعتموني و انتصرتم

لنباح الأمنيات .

و صديد الفتوحات .

لا صوت يعلو

على صوت الليل الطويل .

ھي أحلامي تسكن عظامي .

جردوني منها

ان استطعتم .

لا قدرة لكم ,

و لو كشطتم عظمي .

ھي لي .

و أنا سيدھا .

أروضھا على

مقاسات أحزاني

و الجراح الأخرى .

فلا تعبثوا بأحرفي

ھي شاھد قبري .

و شھيدة الزمن الخبيث .

فلا تذرفوا دمعا ,

ھو براء منكم .

ما عدتم تثقنوه .

أيھا الممثلون السيئون .

صخبكم ملأ الأرضين .

ھذه وصاياي .

أتركھا محفورة

في الريح و الروح .

و إن صادف و التقينا

في جحيم آخر ,

أروني ما حملتموه معكم ,

من متاع الدنيا ,

إن استطعتم .

حفاة عراة نلتقي .

تذكروا او انسوا

وصاياي .

الأمر سيان .

أنا أنفض عني غباركم الخبيث .

و أضمد روحي الجريحة ,

بالحرف و الصور .

و أمضي وحدي في سرابي .

لا أنظر خلفي .

و لا أنتظر أحدا

يؤنس شطحاتي .

حزينا كما كنت ,

و لا زلت .

أشد من أزري .

و لا أعض على أنجادي ,

أسفا على ما فاتني .

لي ما ليس لكم .

فاتركوني أبحر ,

إلى الضفة الأخرى ,

بلا خجل أو وجل .

من له شيء عندي ,

فليجھر به الآن ,

أو ليصمت إلى الأبد .

تعبت مني و منكم .

فارحلوا عني .

هديركم صاخب .

و أنا أشد ثقة بعزلتي

منكم .

ما خانتني .

وما خاب ظني بھا .

أفضل انتصاراتي ,

انسحابي من أذيتكم .

ارحلوا .

ھيا ارحلوا .

سأستلقي في عدمي المعتاد

و أحلم بالرحيل …………..

الشاعر إدريس سراج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *