وصايا
ھذھ وصاياي ,
أتركها فيكم .
فلا تعبثوا بالذكريات .
و لا تحطموا إطارات الصور .
القوھا طعما للريح .
قد يصل صداھا ,
مسمع الروح .
أنصفوا حروفي ,
و لا تحرقوھا .
القوھا في أول غدير
تصادفوه .
قد تنعش رفاتي القلقة .
و لا تكسروا أقلامي .
و انثروھا في المدى .
قد تخط نجوما أخرى .
و قد تمسي غابات أخرى ,
يمرح بھا العاشقون
المجھولون .
و مجانين الحروف
و الصور .
أنا الشاھد الشھيد .
أضعتموني و انتصرتم
لنباح الأمنيات .
و صديد الفتوحات .
لا صوت يعلو
على صوت الليل الطويل .
ھي أحلامي تسكن عظامي .
جردوني منها
ان استطعتم .
لا قدرة لكم ,
و لو كشطتم عظمي .
ھي لي .
و أنا سيدھا .
أروضھا على
مقاسات أحزاني
و الجراح الأخرى .
فلا تعبثوا بأحرفي
ھي شاھد قبري .
و شھيدة الزمن الخبيث .
فلا تذرفوا دمعا ,
ھو براء منكم .
ما عدتم تثقنوه .
أيھا الممثلون السيئون .
صخبكم ملأ الأرضين .
ھذه وصاياي .
أتركھا محفورة
في الريح و الروح .
و إن صادف و التقينا
في جحيم آخر ,
أروني ما حملتموه معكم ,
من متاع الدنيا ,
إن استطعتم .
حفاة عراة نلتقي .
تذكروا او انسوا
وصاياي .
الأمر سيان .
أنا أنفض عني غباركم الخبيث .
و أضمد روحي الجريحة ,
بالحرف و الصور .
و أمضي وحدي في سرابي .
لا أنظر خلفي .
و لا أنتظر أحدا
يؤنس شطحاتي .
حزينا كما كنت ,
و لا زلت .
أشد من أزري .
و لا أعض على أنجادي ,
أسفا على ما فاتني .
لي ما ليس لكم .
فاتركوني أبحر ,
إلى الضفة الأخرى ,
بلا خجل أو وجل .
من له شيء عندي ,
فليجھر به الآن ,
أو ليصمت إلى الأبد .
تعبت مني و منكم .
فارحلوا عني .
هديركم صاخب .
و أنا أشد ثقة بعزلتي
منكم .
ما خانتني .
وما خاب ظني بھا .
أفضل انتصاراتي ,
انسحابي من أذيتكم .
ارحلوا .
ھيا ارحلوا .
سأستلقي في عدمي المعتاد
و أحلم بالرحيل …………..
الشاعر إدريس سراج