الشَّجرُ
أَقفَلَ أَزهاره
وأَسبَلَ أَوراقه
كِلابُ الليلِ
خَمَدَ نُباحُها
بصَدى أَزيزِ الرَّصاصِ
عَواءُ الذِّئابِ
على أَطرافهِ
وحَفيفُ أَنفاسي
على نَبضِ الوَجَع!!
أَنا والليلُ الطويل
والنُّجومُ ترصدُني
ببريقِها
أَرسمُها
على وَجهِ القَمَر
أَصيلةٌ …
كبُندقيةِ ( حسين إرخيّص )
قِديّسةٌ …
ك ( فِدعة آل صويح)
شَرِسَةٌ …
كخَيّلِ الوَغى
عَذبَةٌ …
كراوفدِ دجلة
تختالُ …
كدَفقِ الفُراتِ
أنيقةٌ …
بعبقِ زُلالِ
( نواعير ) هيتٍ وعانة
ؤأريجِ رَذاذِ (البدعة)
يلفُّ جراحَ مدينتي
حَدَّاً قاطِعاً …
تحفَظُ العَهدَ
كبَرزَخِ شَطِ العَرَب
ناصِعَةٌ …
كبَياضِ الثَّلجُ
على جِبالِ ( كُردستان )
شامخةٌ …
كالباسقاتِ
يَحفُّها الجَّمرُ
بينَ أَطباقِ الرَّدى
حِجابُها … الشَّرف
خِمارها … العَفاف
على مروجِ الكبرياءِ …
عبائتُها الشَّمس
كرَغيفِ خُبزٍ …
على قَصَبِ الجَنوبِ
تمتدُّ عيني إليه في سَغَبي
وكَقَزَعِ الرَّبيعِ …
تلَبَدَّتْ بهِ سَمائي
وأنا تذروني الرِّياحُ
في تَصَحري
وكوميضِ سَّرابٍ …
يفجُّ ضَبابَ البادية
على لَهيبِ ظَمَئي
بعينيّها الكونُ الفَسيحُ يتسع
من أجيجِ لوعَتي
يورقُ الأثمدَ على أجفانِها
ومن سَنا ثغرها
صواعقُ الوَجدِ
تعصفُني!!
وطنُ المنافئ كُلها
الى جَحيمِ البُعدِ ينفيني!!
الشاعر محمد عباس الغزي