من أوّل السطر
ذاك اليوم، كانت ملامحها تُنبئ بهطلٍ في غير موعده، مدّت ذراعيها،
-عانقني كما يليق بقلبينا.
-لكنّني أفسدت كل شيءٍ بحماقاتي، هل…!
لم تكترث؛ شدّتني إليها، اعتصرتني، أمطرتني عبراتها، تولّت قبل أن ألملم شظايا دهشتي؛ اختفت!
سمية الإسماعيل / سورية
القراءة
__
- قالوا قديمًا * ومن الحب ما قتل *
- وقالت سيدة الغناء العربي ” غلبت أصالح ف روحي، عشان ما ترضى عليك “
- وقالت أيضًا ” قول لي اعمل ايه وياك، واللا اعمل ايه ويا قلبي “
*عجزت أم كلثوم عن الإجابة، ولكن بطلة قصتنا القصيرة جدًا وجدتها، فآمنت بها، فأنفذتها! حكمًا لا رجعة فيه، وتنائي ما بعده إياب، وتوبة ما بعده أوبة.
- المعضلة معروفة وشائعة كشيوع الليل والنهار؛ حبيب خائن، ومحبة صابرة… ولكن إلى متى؟.. ألم تقل مطربتنا الأولى ” للصبر حدود “؟!
- ولكن فيما وراء المتن السردي، ما يوحي لنا بصبرٍ تجاوز كل حد، حتى طفح الكيل وزاد فأغرق، وأحرق الأخضر واليابس… ألم يندهش الحبيب من إصرارها على معانقته؟ ..ألم يكن اندهاشه مسببًا وقد قال ” لكنّني أفسدت كل شيءٍ بحماقاتي، هل…!”
- هى الإفاقة إذًا، ولكن ما فائدتها وقد فات أوانها؟!
- هى التوبة – النصوح – ربما، ولكن ما المرجو منها وقد أشرقت الشمس من مغربها، أو بلغت الروح الحلقوم؟
ألم يقل فرعون حين أدركه الغرق ((ءامنت أنه لا إله إلا الذي ءامنت به بنو إسرءيل وأنا من المسلمين)) الآية٩٠ سورة يونس، ليرد عليه الخالق من فوق سبع سموات ((آلئن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) الآية ٩١ سورة يونس…سبق السيف العذل يا عزيزي. - ولكن للقلب أحكامه على من أحبت باخلاص وصدق، فما كان بمقدورها أن ترفض له طلبا، تمنى العناق الأخير، علّ يجد فيه سلوى تؤنسه في ليالٍ موحشة قادمة لا محالة، لا يخالجها همس ودفء حبيب، وإنما وسادة ودموع، فكان له ما تمنى…حلت المعضلة والقرار صعب، ولكن البقاء واهدار الكرامة أصعب وأمر مقيلا.
- عندما نشرع في صياغة ق ق ج، يجب أن نضع نصب أعيننا أن لا نقع في شرك الزمن السردي طال أم قصر، إنما هى برقة خاطفة لا زمن لها تقريبا، ويجب علينا قدر الإمكان تجنب اللجوء إلى الكنكنة، وللأسف شاب النص كليهما.
- أما العنوان فهو البداية اصطلاحًا والمدخل اعتبارًا، والجزء المتمم للفكرة، فكان كذلك وزاد؛ أنه النهاية ايحاءٌ.
جميل أ. سمية وهنيئًا لنصك مركزه المتقدم.
الأديب محمد البنا