يوميات غزة ولبنان ( ٣٦٨ ) :” وحيفا من هنا بدأت ” ل أ. د. عادل الأسطة

منذ الصباح والصواريخ تقذف على حيفا ومحيطها . رأس برأس كما قال أمل دنقل ، مع أنه تساءل :

  • أكل الرؤوس سواء ؟
    وحيفا لنا وبيروت أيضا ، والحزن يلفنا ويخترق مسام جلدنا .
    منذ الصباح وأنا أكرر قول محمود درويش من قصيدته ” أعراس ” :
    ” عاشق يأتي من الحرب إلى يوم الزفاف
    يرتدي بدلته الأولى
    ويدخل
    حلبة الرقص حصانا
    من حماس وقرنفل :

وعلى حبل الزغاريد يلاقي فاطمة
وتغني لهما
كل أشجار المنافي
ومناديل الحداد الناعمة
…..
……

قد تزوجت
تزوجت جميع الفتيات
يا محمد !
وقضيت الليلة الأولى على قرميد حيفا
يا محمد ! “
و
” وحيفا من هنا بدأت
وأحمد سلم الكرمل
وبسملة الندى والزعتر البري “
و … وأقرأ ما كتبته د. هيا فريج في صفحتها عن الأوضاع القاسية في شمال قطاع غزة ؛ في مخيم جباليا حيث ما زالت منذ عام صامدة ترفض الرحيل وتصر على البقاء وتطلب منا إن ماتت أن نترحم عليها .
الغزيون يسخر قسم منهم من الخطابات التي أتت على الخسائر التكتيكية والخسائر الاستراتيجية ؛ لأن من بقي منهم هناك ولم يرحل قضى عاما من العذاب والألم والفقر والجوع والعطش والمرض وقلة الدواء .
اليوم أعددت كتابا عنوانه ” تداعيات حرب ٢٠٢٣ / ٢٠٢٤ في ذاكرة فلسطينية ” جمعت فيه مقالاتي الأسبوعية على مدار عام في جريدة الأيام الفلسطينية ، ولكن …
فقدنا الشغف بالحياة . نعم فقدنا الشغف بالحياة !

أ. د. عادل الأسطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *