منذ الصباح والصواريخ تقذف على حيفا ومحيطها . رأس برأس كما قال أمل دنقل ، مع أنه تساءل :
- أكل الرؤوس سواء ؟
وحيفا لنا وبيروت أيضا ، والحزن يلفنا ويخترق مسام جلدنا .
منذ الصباح وأنا أكرر قول محمود درويش من قصيدته ” أعراس ” :
” عاشق يأتي من الحرب إلى يوم الزفاف
يرتدي بدلته الأولى
ويدخل
حلبة الرقص حصانا
من حماس وقرنفل :
وعلى حبل الزغاريد يلاقي فاطمة
وتغني لهما
كل أشجار المنافي
ومناديل الحداد الناعمة
…..
……
قد تزوجت
تزوجت جميع الفتيات
يا محمد !
وقضيت الليلة الأولى على قرميد حيفا
يا محمد ! “
و
” وحيفا من هنا بدأت
وأحمد سلم الكرمل
وبسملة الندى والزعتر البري “
و … وأقرأ ما كتبته د. هيا فريج في صفحتها عن الأوضاع القاسية في شمال قطاع غزة ؛ في مخيم جباليا حيث ما زالت منذ عام صامدة ترفض الرحيل وتصر على البقاء وتطلب منا إن ماتت أن نترحم عليها .
الغزيون يسخر قسم منهم من الخطابات التي أتت على الخسائر التكتيكية والخسائر الاستراتيجية ؛ لأن من بقي منهم هناك ولم يرحل قضى عاما من العذاب والألم والفقر والجوع والعطش والمرض وقلة الدواء .
اليوم أعددت كتابا عنوانه ” تداعيات حرب ٢٠٢٣ / ٢٠٢٤ في ذاكرة فلسطينية ” جمعت فيه مقالاتي الأسبوعية على مدار عام في جريدة الأيام الفلسطينية ، ولكن …
فقدنا الشغف بالحياة . نعم فقدنا الشغف بالحياة !
أ. د. عادل الأسطة