يوميات غزة ولبنان ( ٣٩٢ ) :” دبع ورا دبع “ل أ. د. عادل الأسطة

للتو قرأت في صفحة وائل الحزام هذه العبارة التي صارت تتردد كلما كان هناك صوت قصف صاروخي .
أمس قرأت في صفحة باسم النادي Basem Alnadi أو في صفحة ثانية أن هناك هدوءا مريبا على الجبهة اللبنانية ، فلم تشهد قصفا مشابها لقصف الأيام السابقة . لقد كان القصف أمس هو الأقل ، فهل انتهى مخزون السلاح أم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة.
عندما سأل بعض متابعي صفحة وائل عما يجري أجاب بأن هناك حديثا عن سقوط صواريخ في منطقة كفار سابا قرب تل أبيب وقلقيلية ، وعندما سأل قاريء عن الجهة التي أطلقت الصاروخ أجابه قاريء ساخرا : ربما مصر أو الإمارات ؟ فعقب قاريء ثان أيضا ساخرا : السعودية !
السخرية بدأت تحضر بقوة والكل يسخر من الكل . من أسامة حمدان ومن طاهر النونو ومن الدول العربية ومن … ومني أنا أيضا .
صفحات أبناء غزة تحفل كالعادة بذكر ويلات الحرب ، ومثلها بعض صفحات أبناء لبنان . جباليا تباد . بيت لاهيا تباد . عائلة أبو النصر تباد . عائلة كذا تباد . النصيرات تشهد أهوال يوم القيامة . ياسمين العابد . شهيد الليلة الصحفي براء دغيش وهو شاب مثل النقطة في المصحف كما يقولون . عن صفحة أسامة ابو الجود . معلمة اللغة الانجليزية فاطمة يونس في مدارس الصرفند في لبنان ترتقي مخلفة أطفالا جرحى . الطفل الناجي في الحرب . والأرامل وأطفالهن الكثر تعينهن قوة الإيمان على مواصلة الحياة . والنسوة ينتظرن عودة أزواجهن الأسرى أو أولادهم الذين لا خبر عنهم ، وهناك من يتحسر على شبابنا الذين يرفعون أيديهم ويسيرون إلى المجهول أمام مجندة إسرائيلية لا يزيد طولها عن المائة وخمسين سم ” تفضلوا وحدة قد علبة الصلصة تعمل فينا هيك ” ، وثمة أطفال يرقصون في الخيمة ويرقص معهم طفل بترت يداه .
دبع ورا دبع ، ولأول مرة صارت صفحتي التي أكتب فيها تحفل بالمشاركة ؛ مشاركة المنشورات وأشرطة الفيديو التي أعتمد عليها في كتابة يومياتي .
أمجد في دولة أوروبية يهاجم أسامة الذي ترك لبنان مع أول صاروخ وصار يتنقل بين تركيا والجزائر يتحدث عن الصمود والمقاومة وعن ضعاف النفوس ، وفي الجو في هذه اللحظات من فجر الثاني من تشرين الأول أصوات طائرات حربية .
اليوم ذكرى وعد بلفور المشؤوم ٢ / ١١ / ١٩١٧ وكنت أود أن أضمن يومياتي مقطعا من مطولة سميح القاسم ” ثالث اؤكسيد الكربون ” وسيرة بريطافور / بريطانيا بلفور .
أكثر شريط فيديو أحزنني أمس شريط الطفلين في العربة . كانت أمهما تجر عربتها فقصفت بصاروخ . ارتقت الأم وبقي الطفلان في العربة التي جرها مواطن إلى المشفى ليودعا أمهما .
إلهي ! إلهي ! لماذا تخليت عنهم ؟
اغفر لي فإن أهل قطاع غزة يرددون : الحمد لله الحمد لله ويبدون راضين بقدرهم . ولمن يريد المزيد فليشاهد الأشرطة التي أدرجتها أمس وفجر اليوم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم واتوب اليه واستغفره .

أ. د. عادل الأسطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *