يوميات غزة ( ٣٠٤ ) : ل أ. د. عادل الأسطة

ابني مش شهيد مجهول . ابني إله اسم ( ابني ليس شهيدا مجهولا . إبني له اسم )
عادل الأسطة
قبل يومين أدرجت على صفحتي شريط فيديو لوالدة الشهيد خالد سائد الشوا تتحدث فيه عن ابنها .
عندما شاهدت الأم جسد ابنها مسجى قرأت ” شهيد مجهول ” فاعترضت قائلة :

أنا ابني مش شهيد مجهول . أنا إبني إله اسم . اسمه خالد سائد الشوا . إحنا مش أرقام .
كانت الأم تحكي وهي تبكي فقد ابنها الذي عرفنا عنه أنه الذكر الوحيد في عائلته بين بضعة بنات ، وقد قال عنه أبوه إنه شهم يساعد الجيران ، فقد كان ، ساعة استشهد ، عائدا من مهمة مساعدة جارة لهم .
يا إلهي ! غالبا ما يكون مآل الذكر الوحيد بين إناث قاسيا ، وغالبا ما يتحسر الناس ، وهم يتحدثون عنه ، حين تلم به حادثة موت . هل قرأ أحد منكم الجزء الأول من سيرة الكاتبة الفلسطينية المقيمة في الأردن سحر خليفة وعنوانه ” روايتي لروايتي ” ؟
كان لسحر أخ وحيد بين عدة بنات فدلعه الأب واعتنى به باعتباره حامل اسم شجرة العائلة . اشترى له سيارة وتركه يسوقها بحرية وكانت النهاية حادث سير مروع جعله قعيدا بقية عمره تتحسر عائلته عليه .
قبل يومين ثلاثة أدرجت قصيدة محمود درويش ” ذباب أخضر ” من كتاب ” أثر الفراشة : يوميات “( ٢٠٠٨ ) ونصها :
” المشهد هو هو . صيف وعرق ، وخيال يعجز عن رؤية ما وراء الأفق ، واليوم أفضل من الغد ، لكن القتلى هم الذين يتجددون ، يولدون كل يوم . وحين يحاولون النوم يأخذهم القتل من نعاسهم إلى نوم بلا أحلام . لا قيمة للعدد ، ولا أحد يطلب عونا من أحد . أصوات تبحث عن كلمات في البرية ، فيعود الصدى واضحا جارحا : لا أحد . لكن ثمة من يقول : ” من حق القاتل أن يدافع عن غريزة القتل ” . أما القتلى فيقولون متأخرين : ” من حق الضحية أن تدافع عن حقها في الصراخ ” . يعلو الأذان صاعدا من وقت الصلاة إلى جنازات متشابهة : توابيت مرفوعة على عجل ، تدفن على عجل … إذ لا وقت لإكمال الطقوس ،؛فإن قتلى آخرين قادمون مسرعين من غارات أخرى . قادمون فرادى أو جماعات … أو عائلة واحدة لا تترك وراءها أيتاما وثكالى . السماء رمادية رصاصية والبحر رمادي أزرق ، أما لون الدم فقد حجبته عن الكاميرا أسراب من ذباب أخضر !”
قبل قليل قرأت أن هناك اجتياحا واسعا لمدينتي : نابلس ، وشاهدت شريط فيديو لسوق الخضار وقد أشعل الإسرائيليون فيه النار .
يبدو أن احتراق غزة بدأ يمتد بوتيرة متسارعة أكثر وأكثر .
هل تخطط الدولة العبرية لحرب خاطفة على غرار ٥ / ٦ / ١٩٦٧ ؟
الأصوات فيها تتعالى وأمس دعا ( افيغدور ليبرمان ) إلى ذلك .
هل نترحم على المشير عبد الحكيم عامر قائد الجيش المصري في حينه ؟!
صباح الخير يا غزة
خربشات عادل الاسطة
التاريخ هو :
٥ / ٨ / ٢٠٢٤ ،
لا
٥ / ٦ / ١٩٦٧

أ. د. عادل الأسطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *