تعتبر أحداث غزة وما نتج عن الهدنة فرصة للتأمل في الفجوة الكبيرة بين الهمجية والحضارة، حيث تظهر تناقضات واضحة في التصرفات والقيم. بينما نرى تعامل المقاومة مع أسرى العدو بكل إنسانية ، كانت تصرفات ساسة العدو وجنوده تتسم بالهمجية واللؤم.
من الناحية العسكرية، نجحت المقاومة في غزة في تحقيق انتصارات ملموسة، حيث بلغت خسائر جيش الاحتلال أكثر من ألف جندي، بين قتيل وجريح، وشملت خسائر اقتصادية ومعنوية أيضًا. هذه الحقائق لا تترك مجالًا للشك في قوة المقاومة وصمودها.
ومع ذلك، يظهر العدو في حربه على غزة وكأنه ثور هائج، يستهدف المدنيين الآمنين ويدمر الممتلكات والمواقع الدينية. ورغم هزيمته، يحاول العدو إخفاء فضائحه ويتغطى بالأيام، ولكن هذا التغطية لا يمكن أن تستمر، حيث ستظهر عوراته أمام العالم.
في هذا السياق، يأتي التحدي العربي، حيث يجب على العرب أن يستخدموا نفوذهم في مجال النفط والغاز للدفاع عن حقوقهم ومحاسبة من يدعم الظلم. يتطلب الوقوف معًا ورفع الصوت بجرأة، وقد يكون السابع من أكتوبر فرصة للعرب للتصدي للتجاهل والاستهتار بأمتهم.
الدور الأمريكي كداعم لعصابات الهمج ليس مفاجئًا، فتاريخها يشهد على لا إنسانية أمريكا، التي نشأت على أنقاض أمم مثل الهنود الحمر. يجب على العرب أن يتحدوا ويستغلوا فرصة الوقوف ضد الظلم والعيش بكرامة وشرف، لأن الفرص لا تأتي دائمًا والعالم يتشكل حولهم.
الكاتب الهادي خليفة الصويعي