1
عن أزبكية رام الله للطباعة والنشر، وفي 200 صفحة من القطع المتوسط، صدر للأديب جميل السلحوت كتاب “شقيقي داود” وهو سيرة غيرية عن رجل الأعمال المجتهد داود السلحوت، شقيق الكاتب الذي استحق عبر جهوده المثابرة في ميدان الاقتصاد والمشاريع الاقتصادية المتعددة، وتحقيق النجاحات اللافتة أن يكرس شقيقه الكاتب كتابًا عنه لعل ذلك، كما جاء في مقدمة الكتاب أن يكون مثلًا يمكن أن تقتدي به أجيال الشباب في بلادنا.
وقد جاء هذا الكتاب بعد كتاب السيرة الغيرية الذي أنجزه الكاتب عن ابن عمه، رجل الأعمال الناجح محمد موسى السلحوت، أبو شكاف، وهو الكتاب الذي يتحدث عن مزايا محمد وجده واجتهاده في عالم المصارف وغير ذلك من مشاريع اقتصادية أدارها محمد بنجاح لافت واقتدار.
2
وليس من قبيل الصدف أن تظهر صورة داود على الغلاف الأول لكتاب “شقيقي داود” وصورة راتب السلحوت، شقيق داود، على الغلاف الأخير. ذلك لأن الشقيقين خاضا معًا غمار التجارة ومشاريع اقتصادية عديدة في غير مدينة ومكان في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعل السيرة المكرسة لداود بوصفه المبادر الأول تنطبق أيضًا على راتب، شريك شقيقه داود في مختلف المشاريع.
علاوة على ذلك، فإن السيرة تبدو في بعض تجلياتها كما لو أنها سيرة عائلية، حيث نجد بعض تفاصيل عن المرحومين والد الكاتب ووالدته، وعن أشقاء الكاتب وشقيقاته، وعن أخوته من زوجة أبيه الثانية، وعن قيس ابن الكاتب، وهو الشاب الجامعي المجد المجتهد المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وعن الحفيدات والأحفاد وبنات الأشقاء وأبنائهم.
غير أن هذا كله لا يذكر إلا بارتباط حي مع سيرة داود وتعزيز لها، وفي السيرة وصف لبعض الأماكن في شيكاغو وغيرها من الأماكن في الولايات المتحدة، وهي التي شاهدها الكاتب أثناء زياراته العديدة لها بصحبة شقيقه داود.
3
يتابع جميل السلحوت سيرة شقيقه داود منذ مولده إلى وقتنا الراهن، حيث نتعرف إلى مزاياه وإلى ذكائه وتميزه حين كان طفلًا ثم شابًّا طموحًا محبًّا للعمل منصرفًا إليه بكل جوانحه، ونراه إبّان الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية واشتغاله في شتى المهن، وتحقيقه النجاح في كل مشروع أنشأه أو اشتغل فيه، ثم نراه وهو مهتم بوالديه، وبأسرته الصغيرة؛ زوجته وطفله علاء وطفلتيه هناء وريام، ثم وهو معني بأشقائه وأطفالهم وخصوصًا الطفل قيس الذي فيه كثير من مزايا عمه الوفيّ الكريم.
ورغم رغد العيش هناك فإن مسقط الرأس ظل حاضرًا في وعي رجل الأعمال الناجح داود، ما جعله يعود إلى الوطن لكي يعيش أبناؤه حياتهم فيه، ولكي يواصل نشاطه الاقتصادي هنا بين أهله وأبناء شعبه.
4
حين عدت من المنفى عام 1993 كان داود في شيكاغو، ولم أتعرف إليه إلا في ما بعد. كان راتب مقيمًا في جبل المكبر، وقد تعرفت إليه قبل سفره إلى شيكاغو بأشهر معدودات.
وحين سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1998 لقضاء ثلاثة أشهر في جامعة أيوا ضمن برنامج الكتابة الدولي، فقد دعاني صديقي محمد السلحوت لزيارته في هيوستن، وذهبت إلى هناك وأمضيت ثلاثة أيام في ضيافته هو وباسل، ابن شقيقه إبراهيم وشقيقتي آمنة، ثم دعاني داود إلى شيكاغو، وذهبت إلى هناك، وأمضيت يومين في ضيافته هو وراتب.
آنذاك، تعرفت إلى داود عن قرب، كان مهذبًا ودودًا كريمًا مضيافًا، قليل الكلام، هادئًا رصينًا لا يميل إلى الثرثرة، ولا يضيّع وقته سدى، وهو إنسان متحضّر يحترم الناس ويحترمه الناس، وقد تأكّدت صفاته هذه ونحن نلتقي في الوطن بعد عودته إليه وإقامته الدائمة فيه.
أخيرًا، هذه سيرة يستحقها بجدارة رجل الأعمال داود السلحوت، وهي مكرّسة لتكون جاذبة لأجيال الشباب الطامحين إلى النجاح عبر الجدّ والاجتهاد.
الكاتب والروائي محمود شقير