يـا سـادن الـنــار إن الـنـار في كـبـدي
وهـل رأيت نحول الوجه والجسدِ؟!
وهل رأيت غـضـون الوجـه باديـة ؟!
مِـن حرقـة الدمع لا من حرقة الرمدِ
عـاثَ الـزمــانُ بـاحــلامي وأزمـنـتـي
وبِـتُّ والليـل مَـطـبـوعًا على الجـلـدِ
ارى الـضـبـاع عـلى الإفـســاد رابـيــةً
والـقـهــر يـفــتـك بـالآجــام والأســدِ
هٰـذي فلـسـطـين والاحـزان تـقـتـلـهـا
والشعب يحيا مـع الإحبـاط والـبَـدَدِ
جـمــال يوسـف يـبــدو في مرابـعـنـا
وحزن يعـقـوب في الاحشـاء والكبدِ
والـجُـبُّ مازال مفـتوحًا لمن صدقوا
وحــقــد إخــوتـه مــا زال في بـلــدي
فأكـثـر الـنــاس اعـداءٌ لِـمـن عـدلـوا
والحـقـد أوردهـم في بـؤرة الـحَـسـد
ما عادَ في الوطنِ المسلوبِ مُـتَّـسَـع
للـمُـخـلـصـين ومَـنْ بـاتـوا علىٰ كَـمَـدِ
قد صار نهـبًـا لمن بـاعـوا ضمائرهـم
وضـاقـت الأَرضُ بـالأَحـرار يـا ولــدِي
فـالـوضـع اصـبـح يؤذيـنــا بغلـظـته
والبـعض شَـكَّـكَ في أصلي ومعتقدي
والـقـلــب يــنــزف آلامًــا بـغـربـتــه
ويَقطعُ الحزنُ أَمسي عن طريق غـدي
ما ظل في الكون ظِـلًا نستـظـل بـهِ
والـشـعب في غـربـةٍ يحـيـا بلا سـنـدِ
ماذا تَـبَـقّىٰ لنا والوضع يُسْـلِـمـنـا ؟!
إلىٰ قـريـبٍٍ بَـدا في الـقَـلـب كالـوَتَــدِ
الشاعر د. كامل النورسي