…….. ….. …..
لاتسرجي الأحلام يا ميساء
نفسي فداؤك إنني مستاء
هذا الرحيق كما علمت تغوّل
فالخمر بزّ رحيقها الشعراء
قومي إليّ وزوّديني نظرة من آي أحمد تسكر الأرجاء
فالقدس لمّا تستفق من جرحها أوما علمت بما رثى الشعراء
صبّان نحن من الجراح وصمتها
وعلى رؤانا ترقص الأشلاء
والمسلمون على المذلة وطّنوا
يا ويح قوم للخنوع ظماء
أوطانهم قد مزّقت وتشرذمت
ودماؤهم طلّت فهم ضعفاء
وبلادهم مسلوبة منهوبة يسطو على خيراتها الغرباء
يتسابقون إلى العدوّ تودّدا ويهرولون وخطوهم إيلاء
تركوا كتاب الله خلف ظهورهم
وهم له من سخفهم أعداء
وتملقوا الدولارحبا خالصا يقضي لهم من أمرة ويشاء
فإذا قضى أمرا فما لقضائه ردّ كذاك ينفّذ الأجراء
يا ميس هذا موسم لهزائم راحت تدندن خلفها العرباء
خمسون ألف هزيمة وهزيمة
يزهو على ويلاتها السخفاء
والمرجفون يردّدون كأنهم يوم النزوع كتيبة خرساء
في كلّ يوم طعنة قتّلة وبكلّ عام رجفة وبلاء
يا ميس لو تدرين كم أنا يائس
من أمة تغتالها البغضاء
ويسوسها في الخافقين تشتّت
وتقودها نحو الردى الأهواء
أبناؤها يستمرؤون خنوعهم
ورجالها تجتالهم شحناء
وعدوّهم ما زال يربض جاثما
يملي ويمضي خلفه الأجراء
وأنا وأنت قصيدة منكوبة يبكي على أطلالها الإعياء
مزقا تشرذمها الخطوب تشتّتا
نشقى لينهض في النوى الخطباء
. ………….
الشاعر الناقد حسين هنداوي