دعايات ثبت فشلها

الإدعاءات الروسية والصينية بشأن عالم متعدد الأقطاب يبدو أنها فقاعات في الهواء..فقد كشفت الحرب على غزة أن أمريكا مازالت مهيمنة على الأمور في العالم..وأن القطب الواحد هو السائد فلم نسمع لروسيا أو الصين أي صوت سوى التنديد والشجب والإستنكار وهو الموقف الذي دأب عليه العرب المنبطحون أمام أمريكا..


فلا البريكس قالت كلمة ولا فعلت فعل فقط موقف منفرد من جنوب أفريقيا بمحكمة العدل الدولية وتصريح للرئيس البرازيلي يصف أفعال الهمج في غزة بالهولوكوست..
أما روسيا والصين فقد وقفتا تتفرجان على العربدة الأمريكية دون أي رد فعل..
شكرا لغزة رغم المأسأة فقد كشفت الكثير من الأمور وعرّت الكثير من المواقف..
كشفت جبن وعمالة وتبعية الكثير من الأنظمة العربية لأمريكا..وكشفت أن الخلاف بين أمريكا ولقيطها الكيان الصهيوني ليس خلاف كما يعلن على الطاولة بأنه خلاف عن المساعدات أو الخوف على المدنيين بل هو خلاف حول فرصة سنحت للكيان الهمجي..


أمريكا قادت الأنظمة العربية الى مستنقع التطبيع وأوصلتهم الى الحالة المطلوبة ولكن المتشددون من الهمج لا يرغبون في إستغلال هذه الفرصة..لهذا ظهر الخلاف..
هذا ما قالته كمالا لغانتس وهذا ماقاله كاميرون أيضا..إنها فرصتكم فلماذا لا تستغلونها..
أمريكا وتوابعها يعلمون أن الأمة على مشارف المائة عام وقد يظهر مجدد في أمة الإسلام يقلب الطاولة لهذا يدفعون بسرعة نحو التطبيع فالعرب أذعنوا اليوم وقد تنقلب الأمور غدا..فهم كما قال عنهم رب العزة..يعرفون أن محمد عليه الصلاة والسلام حقا هو رسول الله ولكنهم يعاندون..
الحالة التي عليها عرب اليوم لم يفهمها نتنياهو وزمرته لهذا تم إستدعاء غانتس لعله يفهم..
بصراحة قيل لغانتس التطبيع ثمن الإستماع لنصائحنا فإننا لكم ناصحون لكن يبدو أن هذا الثمن يراه نتنياهو وعصابته قليل فهم يطمعون في إسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل ويرون أن الوضع ملائم لقيامها..


أمريكا من جهتها مقتنعة وترغب فيما يرغب به نتنياهو وعصابته ولكنها ترى أن الطريق الى ذلك يجب أن تكون به محطات والمحطة التالية هي التطبيع وتفريق العرب بين مطبع وغير مطبع..ومن يرفض التطبيع مستقبلا سوف يصنف إرهابي وقد تتعرض بعض الأنظمة للإسقاط والتغيير مالم تذعن.

الكاتب الهادي خليفة الصويعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *