أنا ابن النَّصرِ والعِزة، رفرفي أيتها الرايات عالياً ، حلّقي في سماء دولتي الحبيبة فلسطين ، سطّري الأمجاد وطهّري البلاد والعباد، وامزجي من دمي ما طال فيه حُلُمُ الفؤاد، وخُطّي بكلّ فخر واعتزاز ،أنا ابن النّصر والعزة ،أنا ابن غزّة الحرة. أنا هنا، أنا هناك، في كل شبرٍ تلقَني أتبع خطاك ..أيّتها الشعوب الحُرّة، أخاطبكم بعقل طفوليّ لا سياسي، أدنو منكم دُنُوَّ المؤمن لا المنافق، وبخطوة الإنسان الواثق ،اردع الظلم لا اقبل المظالم، أحيا بشرف لا أموت بفسق ،أقسم برب الجبر لا بشنع المجازر ،العب بدراجتي لا اهدم بمدفعيتي أطبّق ديني لا أحفظ مقعدي ،هل ضاقت عليكم الدّنيا بآمالي؟ أم تراها ألهبتكم نيرانُ أحلامي! أم هل أعجّزَتكم براءة الحروف في كلماتي ؟ أم أرهقتكم أصوات ضحكاتي ؟ أم مُزِّقت ضمائركم بأنّاتي وآهاتي !عذراً أيتها الشعوب، فأنا لا أدري أيّ رقمٍ في تعداد قوافل الشهداء أحمل !! ولا أدري إن كانت يدي على ما يرام ، فلربما فقدتها كما فقدت الكثير من جسدي تحت الركام …ولا أدري أية مدفعية صبّت جام غضبها على جسدي فأحرقته !! ما عدتُ أدري إن كان أخي ما زال ينتظر في طابور المساعدات التي طالما قصدناها سويّة أمام مدارس الإيواء …ولا أدري إن انتظرتني أمي على الفطور ذلك اليوم ، ولا أدري إن كان أبي قد طبع على جبيني قبلة الوداع الأخيرة !!في داخلي احلام هُدّمت في لحظة !! في داخلي ريحانة أشم عطرها كل يوم، في داخلي طبيبة تمنيت أن اكونها بعد بضع سنين، بربّ العزة أين أنتم! أظنّ أنّكم تجاوزتم كلّ هذا وذاك، لكنّ كل ما في داخلي من ألمٍ يقول لكم فاحفظوا :
شئتم أم أبيتم
لن أصالح ، لن أسامح ، لن أعفو …
داخلي يضجّ بالشفقة على أرواحكم
وأنتم تتخبطون في ذلّ خذلانكم ..فليس من المسلمين من يذَرُ أخاهُ جائعا تحت صليات الرصاص …
حتماً ستقول جهنم هل من مزيد
أما أنا ابن غزة الأبيّة
ابن الحريّة والكرامة
منعمٌ عند الرّحمن أنتظر أحبّتي
شئتم أم أبيتم !
وما النصر الا صبر ساعة
وهو قادم لا محال
الكاتبة نسمة أمجد بشارات