قصة قصيرة سلوى

لم يكن موعدًا مدبرًا، أو ربما كان!،لست أدري، لكن هذا ما بدا لي، تقدمت نحوي، و كأن ريحًا عاصفًا اقتلعتني من جذور منعتي، عيناها بحر تنذر بغرق أكيد.
-مساء الخير، أنا سلوى. لا تقل أنك نسيتني!
مدت يدها بالسلام و كأنها تعرف أنها أغرقتني فجاءت تمد لي مجداف النجاة.
-عفوًا! هل تقابلنا سابقًا؟
ضحكت فأحالت كل سيمفونيات العظماء إلى الفناء، أحسست بأن صوتها يعيد ترتيب السلم الموسيقي من جديد.
-لا أقبل الخيانة إطلاقًا.
غمزت بعينها و هي تتناول كأسًا من عصير الفراولة، أحسست أن دمي قفز من شرايينه و ملأه..
-أتابع نتاجك الأدبي كله، و أعرف أنك صرت علمًا في القانون يا أستاذ.
هي تحكي و أنا أبحث عما أحتمي به من ريحها التي ما فتأت تصفر و تذروني كحبات رمل.
سافرت بذاكرتي إلى سنين خلت. أجل كفراشة كانت تتراقص حولي. جمعتنا إلفة أهل، قرابة و جيرة.. كزر الورد الذي لم يتفتح بعد عندما كنت أخطو بعد العشرين، تلهو مع الأطفال حولي ثم تعانقني، مثلهم، و تمطرني قبلات. “أتحبني؟” دون تفكير أجبتها:”من لا يحب ملاكًا مثلك” بسبابتها المشرعة نحوي من قبضتها الصغيرة المنمنمة التي قد تكون احتضت قلبي آنذاك “تذكر ذلك جيدًا “.
أحسست أن قلبي لم يترمد بعد، حاولت الهرب، لكنها كالقدر تلاحقني،
-سأزورك في المكتب، و….
كل جزء من كياني يريدها.. و ينهاها، “فراشتي.. لا تقتربي! ستحرقك ناري! “
لا أعرف إن كانت حقًا تقرأ ما بداخلي حين أردفت
-جئتك طوعًا لأحترق.

الكاتبة سمية الإسماعيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *