هناك جرائم ضد الإنسانية تحدث وضمائر صامته لكل مايحدث من جرائم بشعة ولا ينتصرون للضحية المظلومة والمنكوبة والترويج للجلّاد وحقه في الدفاع عن النفس، ولا يعترضون القتل والتدمير بأسلحة عصابة دولية تدعي (الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتمكين المرأة والدفاع عنها وحماية الاطفال ومساعدة الدول لفقيرة ومدّ يد العون لمن يحتاجها من النظم والدول، إلخ ) ادعاءات كاذبة كشفتها الحرب الغربية الصهيونية على المدنيين العزّل في غزة. من خلال آلة إعلامية محكمة وتمويل سخيّ لها لتغطية إعلامية مجافية للواقع لذلك فحقيقة النظام الغربي، ليس عالماً جديداً
، ففي جامعة كولون في ألمانيا تمّ إلغاء العقد الذي وقعته الجامعة مع الفيلسوفة الأميركية اليهودية المشهورة نانسي فرازر، أستاذة الفلسفة والسياسة في المدرسة الجديدة للبحث المجتمعي في نيويورك، لأنها وقّعت على رسالة تعبّر عن التضامن مع الفلسطينيين وتدين القتل الذي ترتكبه القوات الإسرائيلية في غزة، وفي جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة تمّ طرد طلاب فلسطينيين ويهود عبروا عن تضامنهم مع أطفال غزة وتمّ إخراجهم من سكنهم الجامعي بطريقة مهينة والإلقاء بهم خارج الجامعة وحرمها، كما أن رئيسة جامعة كولومبيا ستخضع للتحقيق الذي خضعت له رئيسة جامعة هارفارد وبنسلفانيا وأُجبرتا بعدها على تقديم استقالتهما. وفي جامعة كاليفورنيا الجنوبية تمّ منع أفضل طالبة متفوقة في الجامعة «أسما تبسم» من إلقاء خطاب التخرج لتأييدها لفلسطين على منصات التواصل الاجتماعي.
ولكن الدعاية المكثفة لهذه الأنظمة قد خلقت غشاوة على أعين الناس، فعملت دماء شهداء غزة على إزالتها وتعرية الغرب المتصهين على حقيقته والذي اعتمد على النفاق وتشويه الحقائق والكذب المفضوح لتنفيذ سياساته الإجرامية في العالم.
ولكن بعد استخدام الولايات المتحدة الصهيونية الفيتو الإجرامي لمنع وقف العدوان على غزة ولمنع تبوؤ فلسطين المقعد الذي تستحق في الأمم المتحدة وبعد كل مندرجات نتائج الإبادة في غزة، هل يمكن لأحد أن يصدق نفاق الغرب وكذبه أنه لا يملك حضارة ولا نظماً ولا قوانين أخلاقية بل هو ممعن في تدمير حضارتنا التي أنتجت العلم والطب والموسيقا والأبجدية والتجارة والفنون والقانون ومنطقتنا التي هي أرض الديانات السماوية والعيش المشترك.
إن الغرب وأداته الصهيونية العالمية ومخابراتهم الستالينية وإعلامهم الموحد يشكل خطراً محدقاً بمنطقتنا وبشعوبها وبالعالم برمّته ولكن للأسف فإن حكام عصابة الدول الصهيونية السبع: بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا واليابان وكندا يتنادون ويحضرون فوراً للتعاون على الإثم والعدوان وسفك الدماء وكمّ الأفواه ولا نشهد بالمقابل من يتعاونون على البرّ والتقوى وإيقاف الحروب والتنسيق الحقيقي لتشكيل قوة عالمية تدرأ الخطر الصهيوني الإرهابي الذي يهدد البشرية برمّتها.
لقد تداعى أعضاء عصابة الدول الصهيونية بعد الرد الإيراني على الكيان الصهيوني واجتمعوا في إيطاليا ليدينوا إيران ولكنهم لم يدينوا قتل أكثر من 34 ألف طفل وامرأة في غزة وهدم البيوت على رؤوسهم وهم نيام وتدمير المنازل والمدن والمنشآت والمشافي الفلسطينية والمدارس والكنائس والمساجد والجامعات في غزة والضفة بل دعوا «كلّ الأطراف» إلى «خفض التصعيد» وعبروا عن موقفهم ضد عملية «كبيرة» في رفح،
علينا اليوم التنسيق الجاد والحقيقي ضد الخطر الصهيوني الغربي هو مسؤولية إنسانية في أعلى أولويات البشر على هذا الكوكب. العالم لم يتغيّر ولكن حقيقة الغرب انكشفت وعلينا نحن أن نغيّر هذا العالم بما يليق بحضاراتنا وإنسانيتنا وأخلاقنا.
أ. د. نجيبة مطهر