خذلتني يا ناصر! للمحامي حسن عبادي

بعث لي الصديق الأسير الحر ناصر الشاويش من زنزانته في موسم الزعتر 2022 برسالة عَنوَنها: “رحلتي المجازية إلى أعلى جبل الكرمل”.
جاء فيها:


“لم يدرك صديقي حسن ما أحدثته في نفسي هذه المحادثة من سعادة ولم يشعر بروحي وهي تزاحم الأثير، وتتسلّل من رطوبة جسدي المعتقل منذ عشرون شتاء، لتعانق جبين الكرمل الشامخ بشموخ أبنائه المُتمسّكين بحقهم وهويّتهم. ولم أكن أنا أعرف من قبل أن الصديق حسن يُجيد دور الفلاح البارع بعشقه للزعتر البريّ، وأن زوجته سميرة تُجيد دور الجدّات البارعات في تفسير معنى الزعتر وتصطحب معها ابنتيها، ديمة وشادن ليكنّ أيضًا جدّات بارعات في تفسير لون الأخضر الترابي في براري فلسطينيتنا فما أجملها من لوحة ونحن نورث الأبناء شيفرة إنجيلنا الترابيّ الأخضر ولغة الأرض…!!”
وأرفق بها قصيدة عَنوَنها: “الزعتر الكرمليّ”.
جاء فيها:
“اسأله
هل ما زال الزعتر يا حسن فلسطينيا؟!
فيجيب بثقة وإباء
ما زالت آثار خطى الأجداد على
سفح الكرمل ماثلة
والزعتر … ما زال على خضرته الأولى
بريٌّ …
يأبى ان يدخل أقفاص التدجين
بسجن دفيئات المحتل
وما زال يقاوم رائحة البارود
ورائحة الغرباء
يقرأ للثوار …. وللأجيال
وصايا نكبتنا السوداء.”
انتظرناه ليشاركنا قطف الزعتر الكرمليّ هذا الموسم وخذلنا.
كنت حاضراً عزيزي ناصر رغم الغياب.
الكرمل السليب/ حيفا 22 نيسان 2024

المحامي حسن عبادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *