تعتبر الرؤية الشاملة والمشروع الوطني للأمة أمرًا حيويًا لتحقيق التقدم والازدهار في أي دولة. ومع ذلك، نجد أن هناك العديد من الأمم تعاني من الغياب الحقيقي لمشروعها الوطني. يمكن تجسيد هذا الغياب في عدة جوانب.
أولاً- يعود الغياب الحقيقي لمشروع الأمة إلى ضعف الرؤية والتوجه الواضح من قبل القيادة السياسية. عندما لا تكون هناك رؤية واضحة وخطة استراتيجية للتنمية، يصعب تحقيق التقدم والتنمية المستدامة. يجب أن تكون هناك رؤية مستقبلية تحدد الأهداف والأولويات والإجراءات اللازمة لتحقيقها.
ثانيًا- يتطلب تحقيق مشروع الأمة توافر الموارد المالية والبشرية والتكنولوجية اللازمة. يحدث الغياب الحقيقي عندما يكون هناك نقص في التمويل الملائم لتنفيذ المشروعات الرئيسية وتطوير البنية التحتية وتعزيز القدرات البشرية. بدون توافر الموارد اللازمة، يكون من الصعب تحقيق التغيير وتطبيق السياسات والبرامج الوطنية.
ثالثًا- يواجه مشروع الأمة الغياب الحقيقي عندما يكون هناك تفشي الفساد وسوء الإدارة. عندما تكون هناك فساد واختلال في النظام الإداري، يصعب تحقيق التقدم والاستقرار. يجب أن تكون هناك مؤسسات راسخة ونزاهة وشفافة تدير المشروع الوطني بكفاءة وفعالية.
في الختام، يمكن القول إن الغياب الحقيقي لمشروع الأمة يعرقل التنمية والتقدم في الدول. لتحقيق نجاح المشروع الوطني، يجب أن تكون هناك رؤية واضحة، وتوافر الموارد اللازمة، ومكافحة الفساد وتحسين الإدارة. إن تحقيق هذه العوامل يمكن أن يؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة والرفاهية للأمة.
د. جميل عبد الله قاسم