عدد من القصص القصيرة جدا من المجموعة القصصية ( قبل أن)…للأديب سعيد أبونعسة

البداية و النهاية


بعد أن أينعت، و حان قطافها، قال لي أبي:
لن تكون لك يا عبدو.
كنت أتمنى أن أسألَه: لماذا؟
لكنني تذكرت أن عبدو لا يحقّ له أن يسأل، فخرست منذ ذلك الحين..و لم أزل جائعا.

قيود


رأى المستوطنَ يمرح خلف الشريط الشائك. اشتعل غضبا، كزّ على أسنانه، التقط حجرا، هصره بكفه..ضغط..ضغط..فصار حجرا

خطايا


كبّلها في حفرة و قال للمتفرجين: “من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر”
و ما زال جبل الحجارة يشهق.

تصنيع


عيّن التلميذ المشاغب عريفا على الصف،نجح في نقل حركات الطلاب و همساتهم الى المدير.
كبر التلميذ و كبر منصبه؛ فصار بحجم وطن.

مواساة


مثل كل أفراد عائلته، خرج الطفل رافعا يديه إلى الأعلى، و مثل كل المتابعين عبر الشاشات أجهشت بالبكاء. و مثلما يحدث في الأفلام خرج الطفل من الشاشة ليمسح دموعي.

جناية


عزف عن الزواج منصرفا الى كتابة القصص، متلذذا بإنجاب الشخصيات؛ و حين استفحلت الأزمة المالية تكالب عليه أبطال قصصه، منشبين أظافرهم في وجهه:لماذا أنجبتنا؟

بعد نظر


جمع الأسد حيوانات الغابة لأمر مصيري و خاطبهم:
” خير الكلام ما قل و دل، تناسلوا تكاثروا كي لا يطمع فيكم طامع.
قال المستشار: يا ملك الزمان إن كثرت ذريتها فكيف تؤمن لها الطعام؟
رد الأسد ساخرا: و إن قلّت فكيف أؤمن طعامي؟

شطارة


طارد الكلب ثعلبا في أقاصي البرية..أثخنه بالجراح، فانقض الثعلب على خمّ الدجاج منتقما لشرفه.
قالت الدجاجة العجوز: و ما علاقتنا نحن بما دار بينك و بين الكلب من عراك؟
بثقة أجاب: لولا قوقأتك لما أفاق الكلب اللعين من نومه.

أمسية


اقتعد رواياته على الرصيف.
بفرح طفولي راح يقصقص أوراقها طائرات أبهجت الصغار.
جاءت طفلة على استحياء:
أعطني نسخة للمدفأة.

بلا عنوان


على الرصيف كان يبيع الفستق.
يلف الورقة بشكل مخروطي ثم يملؤها.
لمحت عليها خارطة ما.
كنت سأتأثر، لكن طعم الفستق غلب.

الأديب سعيد أبونعسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *