( ألم أقل لكم- من قبلُ- إنّ الكلمة شفاء)ل د. وائل محيي الدين

أُقلّبُ صفحات هذا الأزرق
أكاد أسمع تثاؤبَ الأقلام التي تستيقظُ من نومها،
ولهفةَ الذين ينتظرون،
وبراعةَ الذين يتحايلون على اللغة،
والقلوبَ التي يسكنها الصخب،
وابتساماتِ القرّاء الذين يمرّون على النصوص بصمت،
والآخرين الذين يفتّشون بين الحروف عن النوايا.
وأنا خلف هذي الشاشة أبتسم…أحزن…أصمت…أصرخ
وفي آخر المشوار أربّت على أكتاف النصوص؛ لكي تهدأ قليلًا وتنام.
وأنا، مثلها، أنشدُ النومَ أيضًا.
افترش بضعَ كلمات لطيفة، وألتحف نصًّا دافئًا؛ لأغفو
وبعد دقائق تستيقظُ الفواصلُ من نصوصها
وعلامات الاستفهام والتعجّب.
فتنصب فوق رأسي حواجزها
وتُشهر في وجه أحلامي ضحكاتها.
يا إلهي، أتسخرُ منّي هذه النتوءات اللغويّة
أم تتعمّد إثارتي؛ لأرصفها على قارعة الكتابة؟
على امتداد هذا الأزرق، يُلوّحُ الأسبوع الأخيرُ من رمضانَ بأيدٍ من دعاء، ويدعو للتسامح.
وها أنا ذا سأتصالح الآن مع نفسي، وأكتب
للأحبّة الذين يطعمونني ابتساماتهم، فأعجنها خبزًا وحبًّا
للأصدقاء الذين يمنحون هذا الأزرق دهشةً وجمالًا
للأوفياء…لعشّاق الأدب…ولمن يُضمّدونَ جراحاتهم بكلمة.
ألم أقل لكم- من قبلُ- إنّ الكلمة شفاء؟

د. وائل محيي الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *