سامح للكاتب رياض منصور

…..
الحبُّ إكْسيرُ الحياةِ ثِقا بِي
والحقدُ بين الناسِ عودُ ثقابِ

الحبّ طفلٌ لا يشيخُ ولا يُرى
إلّا أنيقًا في جميلِ ثيابِ

من فرّ من أحقاده ابتسمتْ له
شمسُ الصباحِ وفازَ بالأحبابِ

ما أكثرَ الواشين في أحْيائنا
ما أكثرَ الماشين فوق سرابِ

كم دمّروا بظنونهم بنيانَنا
والظّنّ يؤذن عادةً بخرابِ

الناس تخطئ والكريمُ مسامحٌ
والعفوُ للسّاداتِ لا الأذنابِ

ماذا يفيدُ الهجرُ والدّنيا انقضتْ
والنّاسُ كلّ النّاسِ بعضُ تُرابِ

الحرصُ لا يُبقي لقلبِكَ صاحبًا
والقلبُ دون الصّحْبِ محْضُ يَبَابِ

سلّمْ على كلّ الذين عرفتَهمْ
واخترْ لهم حَسَنًا من الأطيابِ

لا تُكثِر الأعداء حولك وانتبِهْ
للعمرِ إذ يمضي كمرِّ سحابِ

سامحْ صديقَكَ لا يغرَّكَ قاطعٌ
اعذرْهُ لا تضغَطْ على الأعصابِ

لا تُتْعِبَنَّ مودّةً بقطيعةٍ
لا تُتْبِعَنّ ملامةً بعِتابِ

عجّلْ بصفحٍ لا تبالغْ في الجفا
فالهجْرُ للإخوانِ سَوْطُ عَذابِ

هل تنقضي أعمارُنا وحياتُنا
في فُرقةٍ مجهولةِ الأسبابِ؟

هل نرتضي بالشّكّ يأكل يومَنا
وننامُ في حضنِ الأسى المُرتابِ

ما قيمةُ الأفراحِ دون أحبّةٍ
ما قيمةُ الأرماحِ دون حِرابِ

ما قيمةُ الأموال إن بخلوا بها
ما قيمة الشّارات والألقابِ

من دون طلّابٍ ووردٍ ثابتٍ
ومُعلّمٍ ما قيمةُ الكتّابِ؟

من دون أطفالٍ وعيد ضاحكٍ
وبراءةٍ ما قيمة الألعابِ

سامحْ أخاكَ ولا تعظّم هفوةً
جانبتَ بالتّقريعِ كلّ صوابِ

أخطاؤه مهما غضبْتَ خفيفةٌ
مثل الغيومِ تراكمتْ في آبِ

سامحْهُ لا تنْكَأْ ببُعدِك جرْحَهُ
سامحْهُ وامْسحْ حُزْنَهُ بجوابِ

سامحْهُ واهجرْ من أتاكَ مُفرّقًا
في جبّةِ النّمّامِ والمُغْتابِ

أنقذْ صديقَكَ من مخالبِ فتنةٍ
أنقِذْهُ لا تُسْلِمْهُ للأنْيابِ

أبْعِدْهُ عن واشٍ وصاحبِ غيْبَةٍ
أنْقِذْهُ لا تتْرُكْهُ بين ذئابِ

سلِّمْ عليهِ إذا التَقَيْتَ بروحهِ
وافْتَحْ عليهِ البابَ تلْو البابِ

عانقْهُ مثل الأمْسِ ملْءَ محبَّةٍ
واسمعْ لقلبِ الطّيّبِ الأوّابِ

سرُّ السّعادةِ صاحبٌ مُتفهِّمٌ
ما أتْعسَ الدّنْيا بلا أصْحابِ

الكاتب رياض منصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *