الانتخابات :
الانتخابات في إيران بموجب دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية لها أربعة أنواع، الانتخابات التشريعية لانتخاب أعضاء مجلس الشورى الإسلامي تجري كل أربع سنوات، وانتخابات رئاسة الجمهورية تجري كل أربع سنوات، وانتخابات مجلس خبراء القيادة تجري كل ثماني سنوات، وهو مجلس يتولى مهمة انتخاب المرشد الأعلى، وهناك أيضًا انتخابات المجالس المحلية وهي تجري كل أربع سنوات. يتولى مجلس صيانة الدستور الإشراف على انتخابات أعضاء مجلس الشورى ورئيس الجمهورية ومجلس خبراء القيادة، ويقوم بفحص المرشحين وتحديد أهليتهم ويشرف على عملية الاقتراع وفرز الأصوات. بالطبع يحق لجميع الإيرانيين المؤهلين عقليًا، الذين بلغوا ال 18 من العمر أو أکثر التصويت في الانتخابات. بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، يتم انتخاب الفرعين التنفيذي والتشريعي من قبل الشعب مباشرة كل أربع سنوات. ويتم انتخاب قائد الثورة في إيران، عن طريق مجلس خبراء القيادة الذي ينتخبهم الشعب كل ثماني سنوات. كما تجرى انتخابات المجالس المحلية بالاقتراع العمومي المباشر كل أربع سنوات.
انتخاب رئيس الجمهورية
عُقدت أوّل انتخابات رئاسية في البلاد في 25 يناير/ كانون الثاني عام 1980 بعد عام واحد من انتصار الثورة الإسلامية. ويتم انتخاب رئيس الجمهورية الذي هو على رأس السلطة التنفيذية في إيران، بالاقتراع العمومي المباشر لمدة أربع سنوات ولا يجوز أن يعاد انتخابه إلا مرة واحدة فقط. وبموجب الدستور الإيراني يُنتخب الرئيس من بين الشخصيات الدينية والسياسية الإيرانية الأصل والجنسية، وينبغي أن يكون من ذوي الكفاءة ومتعقّلا وحسن السمعة وأميناً، وأن يكون تقياً ومخلصاً لدعائم جمهورية إيران الإسلامية ومتمسّكاً بالعقيدة الرسمية للبلد.تُجرى الانتخابات بين المرشحين الذين ثبتت صلاحياتهم عند مجلس صيانة الدستور. ووفقا للدستور من أجل فوز مرشح يجب أن يحصل على أغلبية الأصوات وإذا لم يحصل أي من المرشحين على 50 بالمئة زائد واحد على الأقل من إجمالي عدد المشاركين في التصويت تجرى جولة إعادة بين المرشحين الفائزين بأكبر عدد من الأصوات في أول يوم جمعة عقب إعلان نتيجة الانتخابات.
الدستور يحدد آليات الانتخابات الرئاسية
يعتبر الفصل السابع من الدستور الإيراني تحت عنوان “السلطة التنفيذية” الإطار الأساس للقيام بجميع المراحل اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية، التي تبدأ قبل 3 أشهر من انتهاء الدورة الرئاسية التي تستمر 4 أعوام، على أن ينتخب الرئيس المقبل قبل شهر واحد من انتهاء ولاية الرئيس الحالي. وتنص المادة 113 من الدستور على أن “رئيس الجمهورية أعلى سلطة رسمية بعد منصب القائد الأعلى (المرشد)، وأن الرئيس هو المسؤول عن تنفيذ الدستور، كما أنه يرأس السلطة التنفيذية، ما عدا المجالات التي ترتبط مباشرة بمنصب القائد”. وتوضح المادة 114 من الدستور الإيراني، أن “رئيس الجمهورية ينتخب مباشرة من قبل الشعب لمدة 4 سنوات، ولا يجوز له تولي المنصب لأكثر من دورتين متتاليين”. وعلى المرشح لمنصب الرئاسة في إيران، أن يتجاوز 5 مراحل أساسية؛ أولها تقديم الأوراق الرسمية، ثم مصادقة مجلس صيانة الدستور على أهليته، والحصول على نحو نصف أصوات الناخبين على أقل تقدير، ليتم بعد ذلك تنفيذ حكم رئاسته على يد المرشد الأعلى، تمهيدا لتنصيبه وتأدية اليمين الدستورية تحت قبة البرلمان.
الجدول الزمني المقرر للانتخابات الرئاسية المبكرة
كانت إيران قد قررت سابقاً أن تجري الانتخابات الرئاسية بدورتها الـ14 في يونيو/حزيران عام 2025، بعد انتهاء فترة الـ4 سنوات للحكومة الـ13، لكنها اضطرت وفقا للمادة 131 من دستور الجمهورية الإسلامية لإجراء انتخابات مبكرة إثر وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي الشهر الماضي، ليصبح الجدول الزمني للانتخابات المبكرة كالتالي:
- فترة الترشح من 30 مايو/أيار حتى 3 يونيو/حزيران 2024.
- دراسة أهلية المرشحين من 4 حتى 10 الشهر الجاري.
- إعلان قائمة المرشحين المؤهلين لخوض السباق الانتخابي في 11 الشهر الجاري.
- الحملات الانتخابية من 12 حتى 26 من الشهر نفسه.
- دخول البلاد فترة الصمت الانتخابي صباح 27 الشهر الجاري لمدة 24 ساعة.
- التصويت في 28 من الشهر الجاري (داخل البلاد وخارجها).
- وفي حال لم يفز أي من المرشحين بأغلبية الأصوات، سيتم إجراء جولة الإعادة في الجمعة التالية (5 تموز/يوليو المقبل) وفقا للمادة (13) من قانون الانتخابات الرئاسية في إيران.
ابرز مرشحي الرئاسة الإيرانية 2024
سعيد جليلي
هو الأمين السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني وكبير المفاوضين النوويين، ينتمي للتيار الأصولي المحافظ. من مواليد 1 أيلول/ سبتمبر عام 1965، في مدينة مشهد، مسقط رأس الشهيد رئيسي أيضاً.نال درجة الدكتوراه في المعارف الإسلامية والعلوم السياسية من جامعة الإمام الصادق (ع)، التي يدرّس بها.
كما سبق ومارس التدريس في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة “شريف” للتكنولوجيا وهو يُتقن اللغتين الإنجليزية والعربية.كان لجليلي حضور في ميدان الحرب المفروضة. وعُيّن عام 1986 قائداً لوحدة الاستشراف، حتى أصيب لاحقاً وفقد ساقه اليمنى.عام 1989، عمل جلیلي في وزارة الخارجية، وبقي فيها ما يزيد عن 17 عامًا. وانتخب رئيساً لقسم التفتيش في الوزارة. ثم تولى منصب مساعد أول في مكتب الشؤون الأميركية في الوزارة.عام 2000، تولى منصب مدير التحقيقات الراهنة في مكتب الامام السيد علي الخامنئي. وتبوأ منصب نائب وزير الخارجية الإيرانية في أوروبا بعد 5 سنوات.عام 2007، كان سكرتيراً للمجلس الأعلى للأمن القومي، وبعد عام عٌيّن ممثلاً للقيادة في المجلس.عام 2009، قاد المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني مع الدول الست الكبرى في العاصمة السويسرية جنيف. ليُعيّن عام 2013 عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام.خاض جليلي الانتخابات الرئاسية عام 2013، وحل في المرتبة الثالثة بعد كل من الرئيس السابق الشيخ حسن روحاني ومحمد باقر قاليباف بالمرتبة الثانية.
محمد باقر قاليباف : هو رئيس مجلس الشورى الإسلامي الحالي، من التيار الأصولي المحافظ. من مواليد عام1961، في قرية “طرقبة” التابعة لمحافظة خراسان الرضوية.حاصل على دكتوراه في الجغرافيا السياسية، في نفس الوقت الذي كان فيه قائداً للقوات الجوية في حرس الثورة الإسلامية. وهو أستاذ مشارك في قسم الجغرافيا السياسية في كلية الجغرافيا التابعة لجامعة طهران. منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، التحق بقوات التعبئة “البسيج”، وشارك بالقتال في الحرب المفروضة، التي عٌيّن بعد وقفها، قائداً لقاعدة النجف. عام 1997، عيّنه الإمام السيد الخامنئي قائداً للقوات الجوية في حرس الثورة. خلال تلك المدة، شارك في اختبار طياري ايرباص في فرنسا، كطيار في الخطوط الجوية الإيرانية. عام 2000، تم تعيينه قائداً لقوات الشرطة، وكان له دور كبير في تجديد وتحديث هذه القوات من خلال: تجهيز القوات العملياتية بالآليات الحديثة، وإنشاء طوارئ الشرطة 110، وإنشاء مكاتب الخدمة الإلكترونية للشرطة +10، وتفعيل نظام المراقبة 197، وإنشاء كليات جديدة للشرطة.عام 2003، تم تعيينه ممثلاً للرئيس الأسبق السيد محمد خاتمي، -خلال ولايته- ورئيسًا لهيئة مكافحة تهريب البضائع والعملة. ترشّح للانتخابات الرئاسية خمس مرات في الأعوام: 2005، 2009، 2013، 2017، 2021. وانسحب لصالح السيد رئيسي.في عامي 2020 و2024، فاز بمقعد في مجلس الشورى الإسلامي ممثلاً لمحافظة طهران، وخلال هاتين الدورتين تم انتخابه رئيساً لهذا المجلس.
مسعود بزشكيانك : هو الإصلاحي الوحيد المرشح للرئاسة من بين 6 شخصيات قٌبلت أهليتهم لخوض المنافسة الانتخابية. ولد مسعود بيزيشكيان في مهاباد عام 1954 وحصل على شهادة في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية.عام 1997، عُيّن نائباً لوزير الصحة، إلى أن رشحه الرئيس الأسبق السيد محمد خاتمي وزيراً للصحة لولايتين متتاليتين حتى عام 2005.عام 2008 فاز في الانتخابات البرلمانية عن مدينة تبريز شمال غرب البلاد، وبقي نائباً الى اليوم في دورات متتالية. تولى منصب نائب رئيس البرلمان من عام 2015 الى عام 2020.وكان قد تقدم سابقاً للترشح للانتخابات الرئاسية مرتين: الأولى، عام 2013 وقبل إعلان أسماء المرشحين المؤهلين، انسحب من السباق الانتخابي لصالح الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني.الثانية، عام 2021، لم يحصل على مصادقة مجلس صيانة الدستور على أهليته للترشح.
علي رضا زاكاني : هو نائب سابق في مجلس الشورى الإسلامي ومساعد للرئيس الشهيد السيد إبراهيم رئيسي. وعمدة طهران عام 2021. من التيار الأصولي المحافظ. ولد عام 1966 في جنوب طهران. حائز على درجة الدكتوراه العامة. بعد ذلك تمكن من اجتياز الدورة التخصصية في الطب النووي في جامعة طهران عام 2001، وهو الآن عضو هيئة تدريس في جامعة طهران للعلوم الطبية في مركز الطب النووي التابع لمجمع مستشفى الإمام الخميني الراحل ومستشفى شريعتي، وهو أيضاً عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية الإيرانية للطب النووي. كما كان عضواً في لجنة التعليم والبحث في البرلمانات السابع والثامن والتاسع. حضر في الفترات السابعة والثامنة والتاسعة والحادية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي.شارك في انتخابات عام 2017 و2021 كمرشح للرئاسة، وانسحب لصالح السيد الرئيسي.
مصطفى بورمحمدي: وزير العدل السابق. ولد في 1959 في مدينة قم ويعرف الآن باسم الأمين العام لجمعية علماء الدين المناضلين. هو أحد علماء الدين الذين شغلوا منصب المدعي العام في محكمة الثورة الاسلامية في محافظات خوزستان وهرمزغان وكرمانشاه وخراسان من عام 1979 إلى عام 1986. من التيار الأصولي المحافظ.كان منذ عام 1996 عضواً في مجلس أمناء مركز توثيق الثورة الإسلامية وتولى رئاسة المجلس عام 2021. تولى رئاسة قسم الاستخبارات الخارجية في وزارة الاستخبارات من عام 1980 إلى 1997.
ونائباً للوزير في الفترة بين 1997و1999.عام 2005 عيّن نائباً للقائد العام للقوات المسلحة لشؤون الشرطة حتى عام 2008.عام 2008 عُيّن وزيراً للداخلية في حكومة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد وتولى رئاسة جهاز التفتيش العام للبلاد حتى عام 2013.كما شغل منصب رئيس وزارة العدل في الإدارة الأولى للرئيس الأسبق حسن روحاني. درس الشيخ بور محمدي الفقه الإسلامي والقانون في المستوى الرابع (أي ما يعادل الدكتوراه) في الحوزة العلمية. وهو مؤلف كتب في القانون السياسي، والأسس النظرية للفكر السياسي في الإسلام، والقضايا السياسية والاجتماعية.
أمير حسين قاضي زاده هاشمي: ولد سيد أمير حسين قاضي زاده هاشمي عام 1971 في فريمان. من التيار الأصولي المحافظ. كان عضواً في مجلس الشورى الإسلامي لأربع فترات (الثامنة والتاسعة والعاشرة، وفي الفترتين التاسعة والعاشرة كان سكرتيراً وعضواً في هيئة رئاسة المجلس) قبل انضمامه إلى مؤسسة الشهيد وتعيينه نائباً للرئيس عام 2021وهو طبيب أنف وأذن وحنجرة وقبل دخوله مجال السياسة، كان رئيساً لجامعة سمنان للعلوم الطبية. كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية عام 2021.
الكاتب والباحث كرم فواز الجباعي