صدر كتاب “دم النار-توقيعات على جدران غزة” للشاعر والكاتب الفلسطيني المتوكل طه،بطبعتين؛عربية عن هيئة سلسلة الإبداع العربي في القاهرة،وطبعة فلسطينية عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.وهو المنتج الخامس والخمسين للمتوكل،الذي صدر له العديد من المجموعات الشعرية والنصوص والروايات والدراسات والأبحاث.
وقال أ.د.الشاعر راشد عيسى عن الكتاب:”هذه نصوص خارقة للتجنيس الأدبي.إنها تخاطرات نارية شاهقة تجمع بين بلاغة الشِعرية العميقة وإيماءات القصة القصيرة وحكم العرّاف الدّهري،حين تتقاطر من سرة السماء على سرة الأرض.
إنها أحرّ عتاب لغوي روحاني لقانون الغاب الذي يسود العالم.
أنت محظوظ في أنك استطعت أن تطوّع ربّة الالهام لقلمك ورؤياك فترسم لوحات الألم كما لم يرسمه بيكاسو في لوحته الجيوكاندا.
كتابة ذهولية تتعالى عن قدرات اللغة وتحتمي بقوى المجاز والاستعارة والتكنية.
هذه نصوص أشبه بفيوض نبيّ خانه الأقربون والأبعدون فلاذ بصومعته يعيد النظر بمفهوم الانسان وأكاذيب القيم المزعومة.إنها تشاهقات خالدة في وجه الحقيقة الدميم.طوبى لأنهار رؤاك وهي تتدفق بجنون في بحار الهلع والألم، الذي لا يطيقه عميد الأباليس.شكرا كبيرا يا عازف موسيقى الخلاص”
وقالت د.الشاعرة دعاء بياتنة:”لم أستطع إلا أن أبكي أمام هذه النصوص التي تجرح الأعصاب تارة ثم ترشّ من الغيم شلالا من الطاقة الجَمالية الشِعرية تارة..
نصوص ومشاهد ولوحات وتشظٍ ورموز وسياسة،كل شيء هنا.. البركان حين ينفجر يكون عارمًا ويثور على كل شيء.إنه عالم سحري تكتبه كلماتك..ليبقى هناك ..بعدنا”.
وقال المفكر أحمد غنيم:”كنت اعلم أن الكلمة سيف وأحيانا نبوءة وأحيانا بداية الخلق ، لكن أن تكون الكلمة قيامة فهذا جديد عليّ..اكتشفته في هذا النص،هي قيامة،قبل موعدها أو بعد موعدها لا يهم،هي القيامة تحدد الزمن ما قبل وما بعد”
وقال السياسي محمد الحوراني:”انا اعترف انها تكثيف سياسي لحالة محبطة،أنت تمتلك قدرة التكثيف الرائع.
لا أستطيع وصف مشاعري وانا اقرأ،هو ليس حزنا بالضبط،ليس اعتزازا،ليس فخرا ،ليس غضبا،ليس فرحا،ليس أملا،ليس إحباطا،ليس حكمة،ليس جنونا،ليس أي من هذه بالضبط.هو كل هذا بالضبط.شكرا صديقي.
إنك تعيدنا إلى الاحساس بإنسانيتنا التي فقدت لونها،شكرا لأنك تعيد لنا صوتنا،شكرا لأنك تعيد لنا ذاتنا”
وظَهَّر غلاف الكتاب الخلفي الشاعر مراد السوداني أمين عام اتحاد الكُتّاب،على النسخة الفلسطينية،بكلمة مكثفة،جاء فيها:”توقيعات على جدران غزة للشاعر المتوكل طه، نصوص مسفوحة كسيال وردة الشهداء المهروسة تحت جنازير دبابات الغول الاحتلالي..نصوص جوالة في تفاصيل اليومي وأهوال مقتلة غزة التي أعلنت مركزانية التوحش العالمي مذخرة بملغوم الإبادة الأمريكية وإطلاق يد الوحش الاحتلالي لإعادة إنتاج مجازره ودماره ومحوه لإعادة هندسة الزمان والمكان في ( غزة – نياذا) وفق استراتيجيات ذابحة تعمم المحل واليباس.هذه النصوص بما تحمله من وجع اللحظة وناقع الخسران وجنون ما حل بالأهل على أرض غزة الفداء والرمل المحارب إنما هو شهادة حية على الرعب المزلزل والمتنزل من وحوش الطيور الحديدية وقذائف الدمار المفزع على أهلنا في غزة..تحوس النصوص بين الركام وتحت الردم والأشلاء الممزقة والجثث المتحللة وتلتقط بدقة آهات البسطاء وهجاجهم المر محمولين على جوع وعطش وعراء ينهش الأضلاع، ويتم ينهب الطفولة وصراخ ودموع الصغار المعلق بين السماء والأرض.غزة – نياذا..طروادة الجديدة إذ تنهض الضحية بعناد نبوي لتواجه أبشع مقتلة عرفها التاريخ ضد غزة المنازلة والمجالدة والتي تقف بثبات ضد آلة التوحش الاحتلالي.
“غزة – نياذا ” كتاب البطولة والتحدي الباقي في حماة انهيار القيم الإنسانية وسط الفرجة الكونية على دم غزة الصاهل حد السماء رفضاً لا ينكسر.وهذه النصوص توقيعات بحبر ساخن على جدران المعنى الجليل..ومن يكتب يقاوم..ومن يقاوم ينتصر”
وعلّق الصحفي ناصر اللحام على الكتاب فقال:”هناك حاجة للنص الأدبي الشعري لوصف صورة واقع سياسي نغرق بتفاصيله بينما نحاول السباحة باستخدام خلفاياتنا العقائدية والايدلوجية. شكرا أخي المتوكل على هذا النص الرائع.
إننا نحتاج هذه الفنتازيا وسط كومة الخراب لتدلّنا على الأشياء بوضوح
..شكرا ولا تتوقف في مرحلة التعبئة العامة للموت.
والكتاب ملحمة انسانية معبرة بعمق عن واقع مأساوي ومواقف مشّرفة وعكسها
ابداع عظيم.. هو نص إبداعي بين القصيدة والنثر والمقال تأخذ من المقال الحدث وتقدمه كنص أدبي وتستعين بالرمزية الشعرية.نعم إنه نص أدبي سياسي فيه من النثر والشِعر ما يجعله أكثر من صورة شعرية،لوحة إبداعية”
د. راشد عيسى