. العالم بأسره مقتنع أن الشعب الفلسطيني شعب واحد إلا الفلسطينيين فالأعداء يقولون علنا أن لا حماس ولا فتح ولا سلطة ولا مقاومة وان الفلسطيني عدو لنا لمجرد أنه فلسطيني والأكثر وقاحة منهم يدعوا إلى حلول ثلاث إما أن نغادر بلادنا وأن نقبل بالخنوع أم نموت ولا خيارات أخرى برايهم وحتى أولئك الأقل دموية ولو لفظا يتفقون مع نتنياهو على أنه يجب ايجاد هيكل فلسطيني خائن ليتعاطوا معه لخدمة أغراضهم وفي المقابل فإن الأصدقاء يسعون معنا لعلنا نتحد أكانوا عربا أم غيرهم فقد حاولت مصر مرارا وتكرارا وفعلت ذلك السعودية واليمن والجزائر والأردن الى أن وصل الأمر الى موسكو وبكين ووحدنا فقط من لم يقبل بالإعتراف أننا هدف واحد وبالتالي فلا داعي لأن نصبح فعل واحد.
أمريكا توقف المساعدات عن شعبنا وتمنع غيرها من تقديم هذه المساعدات وتتحدث عن غد ضبابي فتذكر الدولتين كمشروع وهمي يبدأ بفصل غزة عن الضفة وينتهي بمنح الضفة للمستوطنين فهم ومعهم كل الجوقة يصفوننا أما بالإرهابيين كحماس والجهاد ومن معهم من قوى المقاومة أو كفاسدين في هيئة سلطة وبات الصراخ هذا علنا فمن يطالب حماس بوقف الحرب يعلن أنه يتهمها ويبريء القاتل الحقيقي ومن يوصد أبواب الريح عن أطفال غزة يعمل على انهاء القضية الفلسطينية ومن يتحدث عن غد ضبابي يأخذ بيد شعبنا وقضيتنا الى التهلكة.
الأمر واضح منذ هرب شارون من غزة والاحتلال يسعى للعودة إلى الهدف الأساس من أوسلو وهو اقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة فقط وتفتيت الضفة إلى كانتونات اذلال بدون اسم فلسطين ويعرف من لا زال حيا من القيادة الفلسطينية وفي مقدمتهم الرئيس محمد عباس أنه ومنذ كامب ديفيد السادات كان معروضا منحنا غزة واقامة دولة عليها ولم نقبل ومع كل هذا العلم والادراك ومع أننا لا زلنا نموت ونجوع ونعطش ونعرى في غزة ونواصل كيل الاتهامات لبعضنا البعض ونحمل حماس والمقاومة مسئولية الجريمة وكان احدا يرغب بأن يكافئنا على ذلك وأن يمنح المؤدب دولة بعد أن يقتل من يرفض الخنوع واذا كان هناك من يعرف بإمكانية هذا فلماذا لا يخرج على الملأ ليقول لنا ما لديه بدل مواصلة الشتائم والاتهامات للمقاومة ومن معها.
لا أحد في معسكر الاعداء الذي تقف على راسه امريكا يريد لنا الحرية ولا باي حال من الاحوال وبالتالي لا احد فيهم يريد لنا ان نكون نحن كما ينبغي لنحن اي شعب ان تكون ومع اننا ندرك ذلك ونراه ولو في جوع وجرح ودم اهلنا في غزة بأبشع الصور وفي الضفة بصورة مصغرة ولكنها متنامية وفي الجليل والمثلث والنقب بجريمة منظمة تنخر وجود شعبنا وبالتالي نحن لا نرى الحقيقة ولا نرغب برؤيتها ولا نريد ان نعرف ماذا يخطط لنا على الاطلاق وندفن راسنا بالرمل كالنعامة ونترك لأيدينا تفعل ما يريدونه كأنما لنقول هذه ليست ايدينا فلا احد قدم قراءة او دراسة اوة احصائية عن عدد الشباب الذين هاجروا او ينتظروا الهجرة ويتمنوها وعن كم الذين يحملون جنسيات مختلفة وعم كم الذين نقلوا اموالهم واستثماراتهم خارج الوطن ولذا فان حالنا كما ارى تقوم على قاعدة صمت التآمر فكل صامت متامر ويسهل تمرير مخططات الاعداء والذي لا يستخدم ما يعرف بعلمه او معرفته او خبرته في سبيل توحيد انا فانه يواصل القبول بحالنا على ما هو عليه فنحن:
- منقسمين حتى النخاع وبكل شيء
- نرى ونتابع دمنا ودم ناسنا في كل بقعة من بقاع فلسطين يراق بلا ثمن ولا نفعل شيء حقيقي ولا حتى بمظاهرة صادقة وحقيقية
- في احسن الأحوال نواصل الشتائم للعرب والمسلمين انهم لم يفعلوا شيء ولا نفعل نحن شيء
- ماذا فعلنا نحن لهم ليفعلوا لنا ماذا فعلنا لإيران وهي تذبح على يد العراقيين وللعراقيين وهم يذبحون على يد الامريكان والعرب ماذا فعلنا للكويتيين غير ان بعضنا شارك باحتلال بلادهم ماذا فعلنا للسورين والليبيين والسودانيين والمصريين والجزائريين واليمنيين والخليجيين حين كانوا في شدة في يوم ما غير أننا ناصرنا البعض ضد البعض او تامرنا مع البعض ضد البعض وحتى لم نسكت ونحترم حالنا على أننا شعب وارض تحت الاحتلال
- لا زال البعض منا حتى اليوم يشكك بدور حماس والمقاومة بل ويتهمهم بانهم سبب الكارثة وكان الاحتلال وجرائمه بدا يوم السابع من اكتوبر فقط
- والبعض يجرم من يقف الى جانب المقاومة الفلسطينية ويتهم إيران وحزب الله وانصار الله وسوريا والعراق بتهم ما انزل الله بها من سلطان
- فجأة يكفر البعض إيران ويجعل من نتنياهو صاحب كتاب
- العالم الغربي المسيحي والعلماني وحتى الملحد احيانا يقف إلى جانب فلسطين والمقاومة بينما يتخلى عنها أهلها بما في ذلك فلسطينيا
- بسبب الهزيمة تعيش دولة القاتل الماجور اليوم اسوأ انقساماتها لأن الهزيمة لا أب لها فقد كان مسموح لنا ذلك أيام الهزيمة فماذا عن حالنا اليوم وما مبرر ان ننقسم
- حارنا الأردن حتى غادرناها ولبنان حتى لم يبق بها من يرغب بنا وسوريا حد التامر عليها فما الذي نريده
- عربيا نوالي أمريكا ونعلم أنها ترغب بنهبنا والسيطرة علينا ونراها عنوة تمارس الذبح والقتل في غزة ونواصل التعاطي معها على أنها وسيط وصديق وملاذ.
- شتمنا ترامب واعلن القدس عاصمة للمحتلين وتحدث علنا عن أننا ملزمون بان ندفع ثمن حمايته لنا ولسنا ندري حمايتنا من من أن لم يكن منه
- جعل ترامب منا أضحوكة العالم وبالعلن وتحدث عن العرب بغير احترام وفي أكثر من مناسبة دون أن نغضب مرة واحدة حتى
- نتحدث عن مقاطعة الاحتلال ونتهم من يتعامل معه بالخيانة ولا ننظر لما نفعل نحن على أرض الواقع فلا زالت غزة تجوع ولا زال بيننا من ياخذ خضرواتنا كل صباح إلى معابرهم دون ان يهتز له جفن
- يقاتل حزب الله ويقدم الشهداء وتفعل ذلك اليمن وإيران والعراق وسوريا وتدفع أثمانا باهظة لموقفها دما وسياسة ومع ذلك تصر أن صاحب القرار بوقف الحرب هي المقاومة الفلسطينية ولا أحد سواها وترفض هذه القوى والدول كل العروض والمغريات التي تعطى لها وتواصل القتال ولا تلتفت لأصوات النشاز ايا كان مصدرها
- يدفع طلبة الجامعات الغربية اثمانا باهظة مقابل مواقفهم وبعضهم فصل من جامعته وبعضهم سجن ومع ذلك لم يتراجعوا في حين لم نسمع صوتا واحدا من جامعات المسلمين والعرب بما في ذلك الفلسطينيين.
- الأحزاب والفصائل والاتحادات والنقابات بكل انواعها والفلسطينية منها تتصرف وكان ” العرس عند الجيران ” ولا نسمع منها إلا بعض بيانات صحفية محسوبة العواقب ومحددة اللغة ومدروس مدى تأثيرها بان يبقى صفر
- لا نقف مع غزة بل ونتهمها ونتهم من يقف معها بكل الصفات والألقاب التي تصل حد التخوين أحيانا للمقاومة وناسها بلا خجل
السؤال الآن لماذا: - لماذا نحن لسنا موحدين حتى اللحظة
- لماذا لم ننتقل إلى الوحدة فورا
- اي شيء نراهن عليه ونحن نرى ونسمع وبالعلن أن لا احد فلسطينيا مقبول إلا اذا اعلن خيانته وانضمامه للمشروع الصهيوني بالمطلق واثبت ذلك
- لماذا لم تنطلق القوى والأحزاب والاتحادات ومؤسسات الدراسات في عمل متواصل ومن الجميع لتقديم صورة للوحدة والنصر بينما يواصل الإعداء دراسة حالنا والتحدث عنا أكثر منا ويقدمون تصورات واقتراحات وأفكار لليوم التالي للمقتلة ونبقى نحن بانتظار آرائهم ودراساتهم لنعلق عليها ونحللها ليس إلا بل أن زعماء أحزاب لا يجدون ما يفعلونه غير التعليق على ما يفعله الأعداء من كل حدب وصوب
- لم يدعو مركز دراسات واحد ولا حزب واحد حتى لورشة عمل جدية لقراءة حالنا ووضع تصور لغدنا
- آلاف الاسرى في سجون الاحتلال يتعرضون لأبشع حالات الموت والتعذيب والاجرام بكل اشكاله ولا نجد حتى بعددهم من يعمل شيء لهم بينما عند عدونا يتظاهر عشرات الآلاف من أجل مائة أسير لدى المقاومة وفي كل الأيام منذ تسعة شهور فاين حتى ذوي الأسرى لدينا والفصائل والقوى والاتحادات التي لا زالت تواصل اصدار البيانات ومخاطبة عالم يعلن كل يوم انه لا يسمع ومع ذلك نصر على مناشدته بنفس اللغة والطريقة ولا نغير من أداءنا بشيء أم أن الآلاف من أسرانا ليس لهم من يؤيدهم وليس لديهم احزاب وقوى بل وعائلات فلو أن كل أسير لديه عشرة من عائلته لكان لنا اكثر من مائة الف ممن ينتفضون من اجلهم
- لجنة واحدة للحماية الشعبية لم تشكل في قرانا ضد قطعان المغتصبين الذين يحرقون ويضربون وينهبون ويدمرون كل شيء في قرانا يوميا ولا احد يفعل شيئا حقيقيا سوى العويل والبيانات وهتافات الجنازات وبيوت العزاء ولا شيء اكثر
هل لا زال هناك متسع من وقت للانتظار دون ان نسعى للإجابة على كل الاسئلة المثارة والآف تشبهها وإلى متى يمكن الانتظار ومن هو المطالب بتعليق الجرس ولماذا لا ننتقل جميعا بلا استثناء موحدين خلف المقاومة وبرنامجها ونخرس كل الألسن التي تطال منها وتطال من دم شعبنا وعذاباته وماذا يريد البعض منا حتى يصحو من سبات اراده بكامل وعيه
الاحتلال وسيده يخططون ونحن نعلم لفصل غزة عن الضفة بالمطلق بعد أن انتهوا من نزع القدس وتهويد غالبية جنوب الضفة ووسطها ولم يبق إلا شمالها الذي لا زال يخلوا إلى حد ما من المغتصبات ” المستوطنات ” ويعمل الاحتلال بكل الجهد لتدمير الضفة وتفتيتها وتحويلها إلى كانتونات حكم ذاتي وحتى دول وسيكون ذلك على يدنا أن لم ننتقل موحدين إلى الأمام خلف المقاومة.
المشروع المعلن الآن دولة فلسطينية في غزة تنهي كذبة حل الدولتين وتفتيت الضفة إلى كيانات تابعة لا حول لها ولا قوة ودون ان نستحضر انانا الجمعية ونتنازل عن سخافاتنا وخياناتنا وجرائمنا وننتقل معا إلى مربع المقاومة بكل أشكالها ومن كل حسب قدرته وحسب استعداده ودون أن نستعيد مؤسساتنا وفي المقدمة منها المؤسسات الدستورية كالتشريعي وغيرها فإننا سنكون ف لحظة ما نحضر لخراب بلادنا بأيدينا
المنظمة ليست وطن وليست بديلا عن الوطن وهي آداة بيد الوطن وناسه للحرية والتحرير وهي ليست حكرا على أحد ولم تسجل في الطابو باسم أحد وبالتالي فان رأيي باختصار أن لا بديل عن ما يلي ومن حق من يشاء بل ومن واجبه ان يقدم حلا بديل او يبين نواقص وثغرات ما أدعو اليه فكل ما أريده مما تقدم ان اقول للجميع أنه قد آن الآوان لأن تشمروا عن سواعدكم وعقولكم وتنطلقوا للمقاومة ومعها فالحياة أبدا ما كانت ولا ستكون مفاوضات بل ان المفاوضات هي اخر شيء في سلم احداث الحياة ولذا فإنني اقول باختصار ما يلي
علينا أن نعود إلى واقع حالنا يوم 14 حزيران 2007 وننطلق من هناك على قاعدة أن المجلس التشريعي والحكومة والرئاسة كانت شرعية بالانتخابات مع انها اصبحت قديمة الا ان غياب البديل يجعلها البديل الشرعي الوحيد وبما يضمن انتظام مؤسساتنا مع اعلان حرب على الفساد والفاسدين واطلاق مرحلة للمقاومة بكل اشكالها بما في ذلك نجوع معا او ناكل معا نعيش معا او نموت معا واعلان ان ما تم الاتفاق عليه من قيادة موحدة من الامناء العامين هي نفسها اللجنة التنفيذية للمنظمة حتى يصبح بالإمكان تشكيلها بطرق افضل والاعلان الجمعي ان المقاومة خيارنا وان اليوم التالي للمقتلة لا يمكن ان يكون الا صناعة فلسطينية تصنعها انانا الجمعية الموحدة.
أنني أدعو كل صاحب فكر وبصيرة لأن يبحث عن اجابة يطال صدق عروبتنا وإسلامنا لعلنا نعرف مصدر وجعنا ونمضي إلى الأمام فلا يجوز الصمت ولا يجوز الانتظار والعالم يبحث عن بدائل لنا فالجميع دون محور المقاومة يبحث عن بديل للسلطة وللمقاومة بل ويعلن ذلك ويقدم الدراسات والحلول والرؤى والأبحاث ويفتش في أرض الواقع عن بدائل ممكن ونحن في سبات عميق واذا ما فكر احد بان يسعى لفعل شيء تخرج الأصوات بالتخوين والاتهام والتجريم فلا أحد يسعى لرحمة شعبنا ولا لرفعة قضيتنا ولا لحماية ارواحنا ولا هم يريدون من احد ان يفعل على قاعدة لن ارحمك ولن أقبل أن يمنحك الله رحمته وبالتالي فإن البئر مفتوحة وكل ما تحتاجه ان يدلي كل من بيده دلو في البئر ونرى عن ماذا ستتمخض الامور واذا ارادت القيادة ان تقطع الطريق على كل خائن ان وجد وكل مخرب إن وجد وعلى الأعداء وهم كثر فإن اعلان العودة الى يوم 14 حزيران 2007 لا يحتاج اكثر من قرار رئاسي وتسليم كتاب التكليف لرئاسة الحكومة كحكومة طوارئ وطنية مرة اخرى للسيد اسماعيل هنية ولننطلق من هناك على قاعدة واحدة لا تنازل عن اي منن ثوابت شعبنا وان المقاومة من اجلها حق وواجب لا يعفى منه احد.
لقد آن الآوان لأن نخجل من مئات الاف المتظاهرين في لندن وواشنطن وباريس وبرلين وروما من طلبة وعمال وفنانين بل ومن فئات كنا نخجل من ذكر صفاتها ووظائفها هاتفين باسم بلادنا وصارخين بحقنا بالحرية والحياة بينما يصمت ملياري مسلم وعربي إلا من رحم ربي.
لقد آن الأوان لأن نفحص بصدق من ماذا وكيف تشكل ضمير الطيار الامريكي النبيل ” آرون بوشنيل ” الذي قاده الى أن يحرق جسده لنا امام البشرية جمعاء احتجاجا على سيول الدم في غزة دون ان يهتز ودون أن يتحرك فلقد احترق واقفا ثابتا قويا صادقا يجعل كل من يذكر تلكم الحالة ان ينحني احتراما لمثل وقيم واخلاق فهذا الانسان النبيل للا يعرف معنى العروبة ولم يقرأ القرآن وليس لديه دراية بفوارق السني عن الشيعي ولا تعنيه المعتزلة ولا عمائم رجال ديننا ولا خطابات سادة قوميتنا ومع ذلك فعل ما فعل ونحن لم تهنز رقبة ايا منا ليس لفلسطين فقط ولكن لكل مكان فالعالم يجتاحنا ويحاربنا من افغانستان الى ايران ومن سوريا الى تركيا ومن السودان الى لبنان ومن اليمن الى تطوان ومع ذلك لا يبدو علينا اننا نعرف للأخلاق او للضمير او للقيم او للدين او للقومية او للوطنية او للجيرة اي طريق وبالتالي فلا شيء سيلحق بنا سوى عار الدم الذي يراق في كل مكان ولن يلحق باسم ” آرون بوشنيل ” الا كل قيمة نبيلة وسيبقى ما فعله اهم مليار مرة من كل من كتب وخطب ورسم وقال من النخب العربية من مكرين وكتاب وفنانين وقادة من عرب ومسلمين ظلوا في سباتهم ولم يصحو على وجع أيا كانت جنسية هذا الوجع وظل رضى الحاكم اهم من الحديث النبوي الشريف الذي يتحدث عن اعظم الجهاد وذلك اضعف الايمان.
اللهم اشهد اللهم اني قد بلغت ان هذا محض اقتراح شخصي يحتمل الصواب مرة والف يحتمل الخطأ وبالتالي فان من حق اي فلسطيني ان ينسفه لصالح بديل افضل وسانحني احتراما لرايه اذا وجد قبول الجميع.
الأديب عدنان الصباح