المُثقَّفُ الإنسانُ وإصلاح العالم للكاتب عبد الرحمن بسيسو

 
ليس لمفهوم “المثقف العضوي”، على أصالتِه المعرفيَّة المُلْهِمَة، أنْ يكتنزَ لُبَّ مُكَوِّنات الدعوة الإنسانيَّة المُلِحَّة إلى إنهاض حَراكٍ تغييريٍّ، إنسانيٍّ جَمْعيٍّ، وفَعَّالٍ، يَنْهَضُ، ضمنَ ما ينهضُ عليه من مبادئ إنسانيَّةٍ وقيمٍ، على اعتناقِ صِدْقيَّة السَّرديَّة الفلسطينينَّة القائمة على حقائقَ حضاريَّة وتاريخيَّة راسخةٍ ومُؤصَّلَةٍ، ولا تقبل الإنكار والتَّشكيك والدَّحضِ، ويتَأسَّس، من حيث دوافِعِه ومقاصِده، على الانتصارِ للإنْسانيَّة بِأسرها عبر الانتصار للقضيَّة الفلسطينيَّة العادِلَة، ولجوهر الإنسانيَّة الخالدِ عبر الأزمنة، وذلِكَ بِمُضَافَرة الجهد الإنسانيٍّ على مدى العالم، لمواجَهةِ التَّوحُّش البشريِّ مُجَسَّداً في الصُّهيونيَّة العنصريِّة والرَّأسماليَّة الاستعماريَّة وما بَعد الاستعماريَّة، وفي سردِيَّتِهِما الآيديولوجيَّة العنصريَّة الأسطوريَّة التَّخييليَّة الزَّائِفة بِشأنٍ فلسطين: أرضاً، وتاريخاً، وحضارة، وفي “إسرائيلهما” المُصْطنَعة وشَعْبِها المُلَفَّق، وفي “أذرعِهما” و”أذنابِهما” المتكاثرةِ على مدى العالم، ولا سيما في دول من دول أوروبا، وفي بريطانيا، وأمريكا، وفي كياناتٍ سياسيَّة من كيانات بلاد العرب التي جرى اصطنهاعها، وتسميتها دولاً، زَمَنَ اصطناع كيان “إسرائيل” نفسِهَا في هيئة دولةٍ، لِتُشَكِّلَ مجالاتٍ حيويَّةً لحركتها، أو حَوامِلَ لمقاصِدهَا، السِّريَّة أو المعلنة.

وإذْ لا يكتنزُ مُصطلحُ “المُثَقَّف العُضْويَّ” لُبَّ مُكَوِّنات الدَّعوة لمواجهَة التَّوحش البشريِّ لاجتثاثِه من جذوره، فَإنَّهُ لَيَقْصُرُ عن أنْ يُجَلِّي دوافع هذه الدَّعوة ومقاصدها الرَّاهِنَة، فيَعْجَزُ عنْ تجليَة تراتبِ أولوياتِ المُنطويات المفهوميَّة الجَوهريِّة للمُثقَّف العُضْويِّ الإنسانيِّ الجَمْعيِّ المنشود تكاثره وتعاظُمَ وُجُوده لينْهَض بدوره الفَعَّالِ في إنهاض وعْيٍ إنسانيٍّ عالميٍّ يُنْهِضُ حَراكاً إنسانيَّاً جمعيَّا يتكفَّلُ بإعادة تكوين العالم وِفْق مشيئة الإنسان الإنسان، وبِمعزل عن أي بُعدٍ آيديولوجيِّ لا يتساوقُ مع هذه المشيئةِ ولا يُعزِّزهَا، ولا ينتظمُ، جَوهريَّاً، في قلادة الإنسانيَّة وتجليَّاتِها الموضُوعِيَّة المُتضَافِرة والجَامعة، على تعدُّدها وتنوُّعها الخلاقَيْن. 

ومَا مِنْ مدخلٍ مَنْهجيٍّ لبلورة مُصطلحٍ جديدٍ يكتنز المنظويات المفهومية المُرادة، سِوى هذا الذي يتَأسَّسُ على مُقاربَة مُصطلح “المُثقَّف العُضْوي” مُقاربَةً معرفيَّةً، جديدةً وعميقةً، تَتأسَّس على منْهج الجدلِ الذي اعْتُمِدَ في بلورتِه، وتستلهمِهُ، آخذةً مِنه بعضَ مُكوِّناته، ومُعيدةً تكيبف بعضها، ومُضيفَةً إليه مُكوناتٍ جديدة تتوخَّى توسيعَه وتكييفَه إذْ تأخُذُ في اعتبارها زمَنيَّتَهُ وتاريخيَّتَه والشُّروط والمقاصد التي أوجبت بلورته على النَّحو الذي أُنْجِزَ قبل نَحوِ قرنٍ من الزَّمانِ، وإذْ تُدركُ، بِعُمقٍ معرفيٍّ وَوعْيٍ وقَّادٍ، الشُّروطَ والمعطيات التَّاريخيَّة الجديدة التَّي بلورتها صيرورة الزَّمنِ، وحركة التَّاريخ، وتحولات العالم، في الواقِع الموضوعيِّ العَالمي الرَّاهِن، وفي “الوجدان الإنْسَانيِّ الكُلِّيِّ”.

وقد كانَ للشُّروطُ والمعطيات التاريخية التَّي أنتجت الصَّراع الواسمَ عصرنا الرَّاهن، وحَدَّدت طبيعته بوصفه صراعاً شاملاً ومفتوحاً بين الإنسانيَّة الجوهريَّة والتَّوحُّش البشريِّ، أنْ تُملِيَ حاجَةَ الإنسانيَّة إلى بلورة مُصطلحٍ جديدٍ يُواكبُ سعيها اللاهب لتلبية الدَّعوة إلى مواجهة التَّوحُّش البشريِّ في هذه اللَّحظَة التَّاريخيَّة من زمننا الراهن، لكونِها اللَّحظَة الأَحْلكُ سوداوِيَّةً في تاريخ الإنسانيَّة مُذْ فجرها الأوَّل، والتي يَشْحذُ حُلكتها، ويُفاقِمُ سوداويَّتَها، تَفَاقُم التَّوحُّش البشريِّ، وتَوسُّع نِطاقِاته ليشملَ شَتَّى أحياز العالم وفضاءاته، وتنوُّعُ طرائقه وأساليبه بما فيها تلك القائمة على التَّوظيفٍ المحمومٍ للتقانة الحديثة المهيمنَة على العالم الإلكتروني الافتراضي الذي صيَّرتْه الجائحَة الكوفيديَّة بديلاً للعالم الحقيقيِّ، وذلك على نحوٍ يقترنُ بتصاعُدِ وتائرِ استهدافِ التَّوحُّش البشريِّ الرَّأسمالي الاستعماري العنصريِّ الإنسانَ والعالمَ بالهيمنَة المُطلَقة عليهما، انطلاقاً من، وفي تواكب مَع، تكريس الهيمنة الصُّهيونيَّة العنصريَّة الاستعماريَّة الاستيطانيَّة المطلقة على الإنسان الفلسطينيِّ وأرض وطنه، ومصيره، وأخذ فلسطين المُثَقَّفَة وشعبها الإنسان بعيداً عن هُويَّتِهِمَا الإنسانيَّة الملتحمة بالأرضِ الَّتي لا اسم لهَا، والَّتي لن يكون من اسمٍ يسمِّيهَا، سِوى “فِلَسطِين”!

ولئن ذهبنا إلى قول ما احتوته الفقرات السَّابِقَة بشأن مصطلح “المثقف العضوي” وعدم كفايته للدلالة على مصطلح “المثقف العضوي الجمعي الإنسان” الذي نقترحِه، والذي يملأنا التَّوْقُ المتعاظم لمتابعة إبصار تكثف، وتضافر، واتساع مَدَارَات، تجليات سلوك هذا المُثَقَّفِ المنبثقة عن أصلاب ماهيته، والمُجلِّيَة جوهر هويته، ومكونات وعيه الإنساني الأصيلِ المُبَلْورِة رؤيته الكلية، الراهنة والمستقبلية، لذاته ولآخريه وعالمه، والمُمْلِيَةِ عليه، بخياره الحر وإرادتِهِ الحاسِمَة، مسؤولياته ووظائفه وأدواره، إزاءَها جميعاً، فإننا لا نملك من خيار معرفي حقيقي سوى الانطلاق من المصطلح الذي صاغه المفكر المرموق “أنطونيو غرامشي 1891 – 1937” قبل نحو قرن، مستلهماً في بلورة منطوياته المفهومية، وفي إحكام صوغه في نسقٍ معرفيٍّ يتجاوز حرفِيَّة النَّظرية الفلسفية الماركسية، تجاربه الذاتية وخبرتِه، وتجارب وخبراتِ وكتابات آخريه ونظرائه من “المثقفين الإنسانيين” مُذ بدء الحياة الإنسانيه الفاعلة الخلاقة في مَدَارَات كوكبنا الأرضي، ولا سيما منها تجارب وخبرات وكتابات مثقفي “عصر الأنوار والنهضة الإنسانية” الذي نهض على المعرفة الناهضة على العلم الإنساني، والمنطق الرَّصين، وإعمال العقل، والذي استلهم مفكروه وفلاسفته، ضمن ما استلهموه من فكر فلسفي إنساني متنوع الثقافات، فكرَ فلاسفة ومفكرين نقديين عرب عقلانيين أفذاذٍ على رأسهم “ابن رشد”. 

ويبدو أنَّ “عصر التنوير” الذي استغرق القرن الثامن عشر بأكمله، لم يَشأ أن ينغلقَ قبل أنْ يتوج نفسه بصدور الوثائق التأسيسة الأولى لمنظومة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية التي توالى تجسدها النَّصيِّ في القرنين اللاحقين، عبر وثائق وإعلانات واتفاقيات ومدونات سُلوكٍ وبروتوكولات وصكوك عالمية تفصيلية أخرى صدرت، واعتمدت تباعاً، ولا سيما بعد أنْ تَمَّ تكثيف محتوياتِ أغلبها في “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان” الصادر عن الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة” في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) من العام 1948؛ أي بعد نحو سبعة أشهر من اقترافِ جريمة اغتصاب فلسطين وإنشاء “إسرائيل” فيها”، والتي هي أفظع جريمةٍ اقترفها التَّوحُّشُ البشري بحق الإنسانية الحقة! فيا لهذه المفارقة المأساوية المنطَويَة على مدلوت تُؤكِّد حقيقة الصِّراع العالمي الرَّاهن، وتكشفُ، بجلاءٍ، طبيعتَه!

ولا يأتي اعتبار إقامة “إسرائيل” في فلسطين، جريمة بشرية قصوى، بل الجريمة الأقصى عُتواً وتوحشاً بشرياً بحق الإنسانية، من حقيقة زيف السَّردية العنصرية الصهيونية الرأسمالية الاستعمارية الأسطورية التي أُريدَ لها أنْ تُسوِّغ غزو فلسطينَ وإفراغ أوروبا من “يهُودِها” إذْ جُعِلَتْ آيديولوجيا عنصرية سوداء حَمَلَتْ من جرى تضليلهم وخداعهم وحوسلتهم عبر “اجتثاث عقولهم”، أو مَنْ دُفِعوا بالإغراء أو بالإرغام والقَهرِ من يهود العَالم، إلى مغادرة أوطانهم الأصليَّة، والمجيء، طوعاً أو قَسْراً، إلى فلسطين لسلب أرضها من أهلها واقتلاعهم منها لإقامة “إسرائيل الاستعمارية الاستيطانية” عليها، فحسب، وإنما يأتي أيضاً من حقيقة أن فلسطين الحضارية التاريخية المُثَقَّفَة، والإنسانيَّة الطَّيْبَة، على صورة الأعمِّ الأغلب من أهلها، وأصحابها الأصليين، هي أول من دلَّ البشرية على بذور الإنسانية الكامنة في وجدانات كل فرد من أفرادها، وأَوَّلُ مَنْ أضاءَ، عبر الإبداع الإنساني وضمنه الديانات السماوية التي لم يَطَلْهَا تحريف وتزوير وتزييف، سُبُلَ خطوهم، الفردي والجمعي، الذَّاهبِ صوب التقاط هذه البذور وتعهدها بالرعاية والتنمية الكفيلتان، عبر صيرورتهما التفاعلية المفتوحة على الأزمنة، بأخذ الإنسان صوب إدراك كماله الإنساني الممكن.

وإنْ كان لهذ الحقيقة أنْ تُرَسِّخَ حضور المُفَارقة المأساوية السَّاخرة التي أشرنا إليها، فإنَّهَا لا تفصح عن حقيقة “فساد العالم” وإيغاله في دياميس التَّوحش الرَّأسمالي العنصريِّ البشري الذي صنع هذه المفارقة في ظل غيبة وعي إنسانِيي العالم، أو لامبالاتهم، أو تقاعسهم عن الفعل، فحسب، وإنما تكشف، في الوقت نفسه، عن مجافاة صُنَّاعه، والمهيمنين عليه، وأتباعهم، وأتباع أتباعهم من مُتَوحِّشي البشر، كُلَّ مبدأ إنساني وقيمةٍ، وعن إيغالهم المحموم، كل بطريقته ووفق مصالحة، في بناء، وفي تحفيز بناءِ، هويات عنصرية، وطائفية، ومذهبية، وعرقيةٍ، مُتَحَاربَةٍ، وغير ذلك من هويات مُشَظَّاة، مُنْغَلِقَةٍ على نفسها وفاتِكَةٍ بمعتنقبها بقدر فتْكها بمن تُحاربهم، لكونِها تُجافي جوهر الإنسانية الجامع كُلَّ الإنسانيين من بني البشر: أفراداً وجماعات، على تعددهم، وعلى تنوع أعراقهم، وألوانهم، وثقافاتهم، وأديانهم، ومعتقداتهم، وآرائهم، وتطلعاتهم المستقبلية ورؤاهم، الإنسانيةِ الجَوهَرِ، والمكوناتِ، والدَّافع، والمقصد، لذواتهم، ولآخريهم من الناس، ولعالمهم الكائنِ، والممكن.

ومَع ذلِك، وتساوقاً مَع مكنوزات منظومة حقوق الإنسان وحرياتِه الأساسيَّة، وفي صُلبها مُكَوِّنات “شرعَة حقوق الإنسان” و”القانون الإنساني العالمي”، لنْ يكُونَ لإدراك طبيعة الصراع العالمي الآخذ في الاحتدام بِوصفه صراعاً بين التوحش البشري والإنسانية أنْ يلغي، أو يُذَوِّب، الصراعات التفصيلية الأخرى النَّاجِمة عن تناقض قيم التَّوحش البشري وغاياتِه، مع المبادئ والقيم الإنسانيَّة وغاياتِها، ومع حقوق الإنسان وحرياتِه الأساسيَّة، ولا سيما منها الصِّراع ضِدَّ الاستعمار الأجنبي والاستغلال الطَّبقي المُحَفَّزَيْنِ دائماً وأبداً باحتدام هذه التَّناقضات الفادحَة، وإنَّما لَهُ أنْ يَصْفُرها جَمِيْعاً في إهابِهِ، وأنْ يَجعلها مُكوناتٍ أساسيَّة من مُكوناتِه المُدْركَةِ بعمق وإمعان، ومِنْ غاياتِ خَوضِهِ الممهورة بالمبادىء والقيم الإنسانيَّة السَّاميَة التي يتقاسمها إنسانيُّو العالم.

وإنْ لم يَكن من مدخل ضروري لتأكيد المزاعم الخرقاء حول “نهاية التاريخ”المقرونَة بنجاح المساعي المحمومة لتأبيد وجود الرأسمالية العنصرية المتوحِّشة عبر ترسيخ هيمنتها المطلقة على موارد العالم الحيويَة، ومقاديره، ومصائر قاطنيه من البشر، إنسانيين وغير إنسانيين، إلا “تكفينَ جُثَّة” المقاومة الفلسطينية الباسلة للمشروع الاستعماري الاستيطاني الرأسمالي الصهيوني العنصري المتوحش الذي لم يكفَّ عن استهداف فلسطين على مدى يربو على قرنٍ مضي، فَإنَّ لاستمرار هذه المقاومة العَنْقَائيَّة، وتصاعدها وشُمُولها، أنْ يضع الحجر الأساس في صرح اندلاع المقاومة الإنسانيَّة الجمعية الباسلة لهذا المشروع البشري التَّوحُّشي الذي يستهدف إنسانيَّةَ العالم بأسره؛ وهي المُقاومة التي لن يكون لأحدٍ أنْ يُنْهِض الوعيَ الإنسانيَّ الذي سيتكفَّلُ بإنهاضها على مدى العالم، وأنْ يتولَّى قيادتها بصلابةٍ وحكمةٍ يُمكِّناها من إدراك أقصى غاياتِها، إلَّا “المُثَقَّفُ العُضْويُّ الجَمْعِيُّ الإنْسَانْ”؛ هذا المنتمي لذاتِه ووطنهِ وإنسانيَّته في آنٍ مَعاً وطَوالَ الوقت، وذلك بوصفها مقاومةً باسِلَة، مُثابرةً ودؤوبةً، ولا تتوخَّى شيئاً سِوى “إصلاح العالم” عبر استبدال الحقّ بالباطل، والصِّدق بالزِّيف، والحريَّة بالاستعمار، والانعتاق بالاستعباد، والكرامة بالامتهان، والإنصاف بالاستغلال، والعدل بالظُّلم؛ أي، بإيجازٍ، إستبدال الإنسانيَّة الجوهريَّة الصَّافية بالتَّوحُّش البشريِّ الذي ما منْ نقيض جذري لهذه الإنسانيَّة سِواه.

وتأسيساً على ما تقدَّمَ قَوله، وفي سياق سعينا لتأصيل مفهوم “المُثَقَّفُ العُضْويُّ الجَمْعِيُّ الإنْسَانْ”، تأصيلاً تاريخياً ومعرفيَّاً يُؤسِّسُ تساوقَه الواجبُ مَع طبيعة الصِّراع وشُروطه الحاكمة زمننا الرَّاهن، واتِّبَاعاً من قبلنا للمعايير والمقتضيات المنهحيَّة التي بلورتها فقرات سابِقة من هذا المقال، سيكون لنا، في أكثر من مقال لاحقٍ، أنْ نقاربَ، بِعمقٍ وبتفصيلٍ إيجازيٍّ غير مُسهبٍ وغير مُخلٍّ، كلا المُصْطلحين المتضافرين، والهادفينِ إلى تمكين الوعي الجمعي الحقيقي مِنْ إحداث التَّغيير المجتمعيِّ الكُلِّيِّ المنشود: “المثقف العُضْوي” و”الكتلة التاريخيَّة” اللذين بلورهما، بحذق معرفيٍّ يظلُّ مشروطاً بتاريخيَّتِه، وبطبيعة الصِّراع الذي اندلَع في زمنه فَأمَّلى تحليله لإدراكِه بِوعيٍ يُؤسِّسُ لخوضه بالاستعداد اللازم ويقين الانتصار، المُفكِّر الجدلي المرموق “أنطونيو غرامشي”.    

الكاتب عبد الرحمن بسيسو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *